الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

سيدة: بضطر أحمي والدي في الحمام فما الحكم؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)

الخميس 31/أغسطس/2023 - 09:59 ص
عمرو الورداني امين
عمرو الورداني امين الفتوى

أجاب الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال تلقاه من متصلة، عبر برنامج ولا تعسروا، المذاع على القناة الأولى المصرية، قالت فيه: "أبي رجل كبير ومريض، وفيش عندنا إخوات ولاد، فأنا بحميه، يعني بدخل معاه الحمام ويكون ساتر نفسه وبحميه، فهل هذا الأمر غلط أو فيه مشكلة؟".

 

حكم استحمام الأب على يد ابنته

وقال الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى في دار الإفتاء، إنه في تلك الحالة، إذا كان الأب لا يستطيع أن يستحم بنفسه، وليس له ولد، فيجوز للبنت أن تغسل "تحمي" والدها، ولكن بشرط أن يكون الأب ساترًا لعورته.

وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء: "إن شاء الله ربنا يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك، ويجعل لكي ثواب الأبرار إن شاء الله ببرك بوالدك، ويجمع عليه بين تمام الأجر والعافية".


 

بر الوالدين في الشريعة الإسلامية

وكان الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية، قال في فتوى لدار الإفتاء المصرية: أوجب اللهُ تعالى ورسولُهُ صلى الله عليه وآله وسلم بِرَّ الوالدين والإحسان إليهما في مواضع كثيرة؛ منها قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۝ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 23-24].
بل إنَّ الله تبارك وتعالى قَرَنَ برَّ الوالدين بعبادته، وقرن عقوقهما بالشرك به سبحانه وتعالى؛ فقال عز وجل: ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [النساء: 36]، وقَرَن شكرَهما بشكره في قوله سبحانه وتعالى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾ [لقمان: 14].
كما أكَّد على البرّ بهما وحسن عشرتهما حتى في حال أمرهما لولدهما بالشرك؛ فقال تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: 15].

ولَمَّا امتدح اللهُ تعالى سيدَنا يحيى عليه السلام قال: ﴿وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا﴾ [مريم: 14].

 

بر الوالدين فرض عين

وبر الوالدين فرضُ عينٍ؛ فهو عبادةٌ لا تقبل النيابة؛ قال العلَّامة ابنُ مازه البخاري الحنفي في "المحيط البرهاني في الفقه النعماني" (5/ 386، ط. دار الكتب العلمية): [وطاعةُ الوالدين وبِرهُما فرضٌ خاصٌّ لا يَنُوبُ البعضُ فيه عن البعض] اهـ.
وقال العلامة ابن أبي زيد القيرواني المالكي في "متن الرسالة" (ص: 153، ط. دار الفكر): [ومن الفرائض بر الوالدين وإن كانا فاسقين وإن كانا مشركين فليقل لهما قولًا ليِّنًا وليعاشرهما بالمعروف ولا يطعهما في معصية؛ كما قال الله سبحانه وتعالى] اهـ.
والله سبحانه وتعالى أعلم.

ads