الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

حكاية السفيرة عزيزة التي يضربون بها المثل (صور نادرة)

الأحد 20/أغسطس/2023 - 11:14 ص
السفيرة عزيزة
السفيرة عزيزة

دائما ما يستخدم المصريون مصطلح "السفيرة عزيزة"، في إشارة إلى تعظيم أو إجلال شخصية نسائية معينة حتى ولو كانت سيدة بسيطة.

تشبيه المصريين لبعض لنساء بالسفيرة عزيزة جاء من حيث رفع مكانتهن أو تميزهن في شيء ما، حتى أصبحت الكلمة من الأمثال والتشبيهات الأصيلة في الثقافة والعادات المصرية.

عدد كبير يتساءل من هي السفيرة عزيزة؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟ وماذا فعلت حتى تصبح أسطورة يضرب بها المثل في الجمال ورجاحة العقل؟.

السفيرة عزيزة

رغم اعتياد اللسان على ذكرها في أمثالنا الشعبية إلا أن الكثيرين لا يعلمون من هي وما قصتها التي تعتبر علامة قوية في رحلة كفاح المرأة المصرية لإثبات ذاتها بالرغم من الظروف التي كانت تقف أمامها في هذه الحقبة التاريخية من تاريخ مصر الحديث ١٩٠٠-١٩٥٠م التي كانت لا تسمح للمرأة إلا بالقليل .

عزيزة سيد شكري دحروج ولدت في مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، عام ١٩١٩ م، والدها الطبيب سيد شكري دحروج، والذي سماها عزيزة على اسم والدته.
الأب كان هو المعلم الأول للفتاة الصغيرة تعلمت على يديه العطاء وبلا حدود فقد شاهدت والدها الطبيب يوفر جميع سبل الراحة لوالدتها المريضة بالزهايمر ولها خمسة أطفال، وفي سن العاشرة شاركت والدها في رعاية الأسرة خاصة شقيقها حسين الذي ولد مصابا بالصمم.

 في عام ١٩٣٨ وقف والدها بجانبها وكان داعما لها حتى استكملت دراستها والتحقت بالجامعة الأمريكية، وبعد تخرجها عام ١٩٤٢م بدأت أولى خطواتها في مشوارها واهتمت بالأعمال الخيرية كمتطوعة وتتلمذت على يد زوجة العالم البلجيكي بهمان في "نادي سيدات القاهرة" فتعلمت إدارة وإنشاء الجمعيات.

زواجها

في سنة ١٩٥١م تزوجت عزيزة هانم من أحمد حسين بك والذي عين وزيرا في وزارة النحاس باشا، وبدأت هي وزوجها رحلة الكفاح الاجتماعي وحاولت التعرف على أحوال الفلاحين وحل مشكلاتهم، وقبل الثورة بأيام تولى والدها وزارة الصحة في عهد أحمد نجيب الهلالي، آخر رئيس مجلس وزراء في عهد الملكية، وكانت عزيزة خارج مصر.

سافرت عزيزة هانم بصحبة زوجها أحمد باشا حسين إلى الولايات المتحدة الأمريكية بناء على دعوة من الأمم المتحدة، فقد دعي زوجها لدراسة التنمية الريفية في دول الكاريبي والمكسيك، بينما دعيت هي بصفتها خبيرة اجتماعية فكانت أول سيدة من المنطقة العربية تجوب دول العالم لإلقاء محاضرات عن العمل الاجتماعي.

 كما ألقت محاضرات في ٤٠ ولاية أمريكية وكانت مؤيدة للثورة عند قيامها نظرًا لمبادئها في العدالة الاجتماعية، وبعد ذلك تولى زوجها منصب سفير مصر في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تولت هي رئاسة الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة بالأمم المتحدة، ويقال اإن لقب "السفيرة عزيزة" أطلق عليها بسبب عملها بالأمم المتحدة وتمثيلها المشرف للمرأة المصرية هناك.

عزيزة وزوجها عادا إلى القاهرة ونظرا لتاريخه ولقربه من عبد الناصر تولى حقيبة وزارة الشؤن الاجتماعية ولكنه لم يستطيع الاستمرار واستقال من منصبه.

تنظيم الأسرة

السفيرة عزيزة كان لها العديد من الخدمات الاجتماعية التي كانت غريبة على الشعب المصري فى هذا التوقيت، مثل تنظيم الأسرة وإنشاء حضانات خاصة للأطفال في القرى المصرية.
في عام ١٩٧٧م رشحها محمود سالم لوزارة الشئون الاجتماعية لكنها رفضت واختارت أن تمضي في خدماتها الاجتماعية مستقلة.
 رحلت عن عالمنا في ١٩ يناير ٢٠١٥ تاركة إرثًا عظيمًا للعمل الاجتماعي بعدما قالت جملتها الشهيرة "النجاح هو عمل يستفيد منه الآخرون".

ads