محمود عبد الحليم: خيركم من يبدأ بالسلام
دائمًا ما يردد بعض الأشخاص في حالة وجود خلاف، أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، وبعد هذه الرحلة في الحياة والتى كانت متضمنة شقاء وتعبًا وسعادة وفرحة، خليط من الآهات والدموع والضحكات وتراقص القلوب سعادة، أثبتت التجارب أن الاختلاف في الرأى يؤدي إلى القطيعة والبغضاء والكراهية وإعلان الحرب بين الطرفين المختلفين لمجرد أنك اختلفت مع صديق أو قريب أو شقيق، وذلك يكون دائما لتدخل طرف ثالث لا يعنيه سوى إشعال نار الفتنة بينك وبين من تود وتحب.
وسبحان الله فى لحظة بعد أن كنتما من المقربين والأصدقاء المخلصين، تصبحان ألد الأعداء الحاقدين، وبعد أن تناولتما أمس السمك المشوي معا وما لذا وطاب، لو عاد الزمان إلى الوراء سيضع لك السم حتى تصبح من الأموات وكل هذا لانك اختلفت معه في الرأى أو في أي من أمور الحياة.
ولو رجعت إلى الوراء قليلا وأسندت رأسك إلى وسادة المحبة لتذكرت كم مرة ضحكتما وسهرتما وتناولتما الطعام سويا بفرحة ومحبة ولكن بعد حدوث خلاف بسيط يشعل الشيطان بنوعيه الإنس والجن نار الفتنة والحقد والبغضاء وبعد أن كانت القلوب مملوءه بالحب والود تصبح على آخرها كراهية وغل، وأصبح من أشد الأعداء وينشر أسراره التى يحتفظ بها حتى يقهره ويشمت فيه اعداؤه وينتقم منه أشد الانتقام ليؤكد المثل صديق الأمس عدو اليوم.
ويمارس أقسى أنواع الفجور مع صديقه الذي كان يسير أمامه وخلفه ومعه في كل الأزمات أنساهما الشيطان الجن والإنس كل هذا، حتى يجعل منه عدو مبين تكبر أحدهما وفجر في خصامه ورفض أن يطيب خاطره بكلمة، نسى كل ما فعله من أجله،
لتدوم القطيعة ولا تنتهى الخلافات وينتصر الشيطان ويخرج لسانه للاثنين.
ويسعى كلا الطرفين إلى زيادة الكراهية ليقسم أنها القطيعة الأبدية ويرتدي أحدهما عباءة الجحود والنكران والتكبر والغرور ويتحالف مع الشيطان لينتقم من صديق الأمس الذي أصبح عدو اليوم، وعدو الأمس يصبح صديق اليوم، هذا هو الإنسان في لحظة تنسى ما فعل الزوج من أجلها وتنسى كل ما قدم وسهر الليل في العمل ليحقق لها ما تطلب، حتى وإن كان قليلاً ونسى أيضًا مواقفها التي لا ينكرها إلا جاحد وكيف حافظت عليه وعلى أمواله وكيف كانت له سندًا وعونًا في كثير من الأزمات، كل ذلك ينسى في لحظة غضب أو سوء فهم وتتحول المحبة إلى كراهية.