بقلم مها الوابل: مركز بلاغات العنف الأسري في المملكة
المجتمعات السليمة هي التي تواجه الظواهر والمشكلات على اختلاف أنواعها، وتعمل على إيجاد الحلول، أما تلك التي ترفض وتتجاهل المشكلات الحقيقية وتدير لها ظهرها فهذا يؤدي إلى انتشار الآفات والأمراض الاجتماعية والنفسية والتي تؤذي الأفراد وينعكس ذلك على كامل المجتمع وقد يؤدي إلى تفشي الجريمة ويأتي بويلاته على الجميع.
يعتبر العنف الأسري ظاهرة عالمية لا ترتبط بمكان أو زمان، وتنتشر متى ما غابت الحماية والقانون والرادع لوقفها. وهي لا تختص بمجتمع دون آخر، ويتفاوت انتشارها من بلد لآخر. وتكشف الأرقام والنسب لنا مدى انتشارها أو تفشيها في أي مجتمع من هذه المجتمعات. ومتى ما وجدت هذه الظاهرة الاهتمام من المسؤولين في تلك البلدان فسيكون مصير هذه الظاهرة أو المشكلة التناقص ومع مزيد من الاهتمام ستنتهي وتتلاشى، وعليه فقد عمل المسؤولون لدينا في المملكة العربية السعودية على مواجهة المشكلات الأسرية والتي قد ينتج عنها عنف أسري يضر بالأفراد الذين وقع عليهم العنف من قبل أفراد يعيشون حولهم وقريبين منهم.
من هنا فقد تم تخصيص مركز بلاغات عن العنف الأسري في المملكة العربية السعودية، والذي يهدف إلى خدمة الإبلاغ عن العنف الأسري، وإلى تمكين المواطنين والمقيمين من الوصول إلى المساعدة في حال تعرضهم أو أي شخص آخر للإيذاء، وتتاح خدمة الإبلاغ عن سوء المعاملة إما عن طريق تطبيق الجوال الموحد أو الاتصال من خلال الرقم المجاني (1919) على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع أو إرسال بريد إلكترونيّ 1919 @hrsd.gov.sa ، أو عبر تطبيق وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية. ويحرص المسؤولون في المركز على أولوية سلامة الأشخاص من خلال حمايتهم من تكرار العنف.
تتلخص خدمات مركز بلاغات العنف الأسري في المملكة باستقبال ومتابعة البلاغات، وتقديم الاستشارات حول الحماية من الإيذاء، والاستجابة السريعة في حالات الإيذاء، والتنسيق الفوري مع الجهات التنفيذية والتي توفر الحماية للأفراد مواطنين أو مقيمين، كما أن نظام حماية الطفل في المملكة العربية السعودية، قد تم إصداره بالمرسوم الملكي رقم (م/14) بتاريخ 3 /2 / 1436 الموافق 25 /11 /2014م وتم نشره بتاريخ 26 / 12 /2014م الموافق 4 / 3/ 1436هـ، هو أحد القوانين التي يعمل على حماية الأطفال من الإيذاء والعنف الأسري، وهو إحدى أهم الأدوات من أجل ردع المعنفين في محيط الطفل المعنف.
وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تعمل على مدار الساعة من خلال فرق العمل لديها والتي يرتبط عملها المباشر في مركز البلاغات ضد العنف الأسري من أجل مساعدة الأفراد لوقف العنف الذي قد يتعرضون له، وعلى الأفراد الذين يتعرضون للعنف أن يساعدوا أنفسهم بطلب المساعدة من أجل وقف العنف الذي يتعرضون له ومن أجل حمايتهم من عنف قد يكون أكبر وأشد ضرراً.
نقلا عن الرياض السعودية