الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

وثائق إسرائيلية رُفعت عنها السرية: جولدا مائير رسمت حدود دولة فلسطينية منذ 53 عامًا

الأربعاء 02/أغسطس/2023 - 02:30 ص
جولدا مائير
جولدا مائير

رفعت هيئة أرشيف دولة إسرائيل السرية عن وثائق سرية للغاية تتضمن اجتماع عقدته رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير في أكتوبر عام 1970، ناقشت خلاله بجدية قيام دولة فلسطينية على الرغم من مقولتها الشهيرة «لا يوجد شيء إسمه الفلسطينيين»..

وثائق إسرائيلية رُفعت عنها السرية



تظهر الوثائق التي نشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن جولدا مائير، رئيسة الوزراء الرابعة لإسرائيل منذ نشأتها عام 1948، فكرت بجدية في إمكانية تشكيل كيان فلسطيني بعد ثلاث سنوات من حرب الأيام الستة (حرب 1967)، وهي الحرب التي  نشبت بين إسرائيل وكل من العراق ومصر وسوريا والأردن وأدت إلى احتلال إسرائيل لسيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان. 

ووفقًا للوثائق التي رُفعت عنها السرية مؤخرًا، اجتمعت مائير، مع وزراء إسرائيلين بما في ذلك وزير الدفاع موشيه ديان ووزير التعليم إيجال آلون آنذاك. وخلال الاجتماع صرحت مائير بأنه «سيكون من الضروري ترك خيارًا لعرب يهودا والسامرة (الضفة الغربية) لتقرير المصير في مرحلة لاحقة، متى يناسبنا ذلك.. بعبارة أخرى، ستكون هناك دولة أخرى إلى جانب إسرائيل".

على الرغم من تصريحاتها التي تُلقي ضوءًا جديدًا على شخصية مائير التي نعرفها، اعتبرت رئيسة وزراء إسرائيل أثناء حرب أكتوبر 1973، أن هذا الخيار متطرفًا إلى حد ما، وأنها لا تهتم بما سيكون عليه هذا الكيان الذي ستضطر إسرائيل للسماح به.



إلا أن الوثائق تؤكد بأنها قبل حرب أكتوبر، ناقشت الفكرة بإحتمالات عديدة، بل أنها رسمت حدود الدولة الفلسطينية. ومن المثير للإهتمام في تلك الوثائق، أن الاجتماعات التي ناقشت خلالها مائير، إمكانية قيام دولة فلسطينية كانت بعد أسابيع قليلة من أحداث "أيلول الأسود" أو ما يُعرف بالحرب الأهلية الأردنية. 

وأيلول الأسود مصطلح يشير إلى الصراع الذي  نشب في الأردن بين القوات المسلحة الأردنية بقيادة الملك حسين ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات في 16 من سبتمبر عام 1970 حتى 17 يوليو عام 1971. وفي ذلك الوقت. 

جولدا مائير رسمت حدود دولة فلسطينية


وطبقًا للوثائق المرفوع عنها السرية، رسمت مائير، التي رفضت طوال حياتها المهنية الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير، حدود دولة فلسطينية محتملة أيضًا في الاجتماع، وأعربت عن كونها مستعدة لوجود دولة صغيرة في يهودا والسامرة، وربما في قطاع غزة. 

رفضت مائير، تمامًا فكرة أن تكون مدينة القدس المحتلة عاصمة لتلك الدولة الفلسطينية، مشيرة إلى أن حرب 1948، أعطت الحق لإسرائيل في تقديم الحد الأدني : «أنا على استعداد للذهاب للصلاة لأشكر الله بإعلان الحرب على إسرائيل عام 1948».



وكشفت الوثائق أيضًا ردود الأفعال المتباينة خلال الاجتماعات التي ناقشت قيام دولة فلسطينية، ففي الوقت الذي أعربت مائير عن استعدادها لتقبل دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، رفض آلون، قائد البلماخ السابق التابعة لمنظمة الهاجانا المتطرفة، تلك الفكرة. 

وأكد على ضرورة عدم تسجيل الأمر كتابيًا في حال إضطرت الحكومة الإسرائيلية الموافقة على ذلك، على غرار "وعد بلفور"، في إشارة إلى البيان البريطاني الذي أعلنت بريطانيا دعمها لتأسيس "دولة لليهود" في فلسطين عام 1917، والتي كانت تخضع للحكم العثماني آنذاك. 

وبدلًا من قيام دولة مستقلة، أعرب آلون، عن رأيه في خيار عقد سلام طويل المدى. بينما لم تذكر الوثائق رد فعل دايان، الذي شغل منصب وزير الدفاع إبان حرب أكتوبر.

من هي جولدا مائير؟


جولدا مائير، مهاجرة أوكرانية، بدأت مسيرتها بمهنة التدريس قبل انضمامها لمنظمة العمل الصهيونية عام 1915، وهاجرت إلى فلسطين عام 1921 برفقة زوجها موريس مايرسون. 

تعد مائير المرأة الوحيدة في إسرائيل التي تولت منصب رئيس الوزراء، وذلك بعد مسيرة طويلة من العمل السياسي شغلت خلالها منصب وزيرة العمل ووزيرة الخارجية. وشغلت مائير، منصب رئيس وزراء إسرائيل في أعقاب وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول في فبراير عام 1969 وحتى عام 1974. 

ولكن بعد حرب أكتوبر عام 1973، ومع الضغوطات الداخلية التي تعرضت لها، استقالت من منصبها كرئيسة للوزراء، وتوفيت مائير في الثامن من ديسمبر عام 1978، وتم دفنها بمدينة القدس المحتلة. 


وفي مذكراتها عن حرب أكتوبر تحت عنوان "حياتي" والذي ترجم فيما بعد إلى "مذكرات جولدا مائير" اعترفت رئيسة وزراء إسرائيل بأنها فشلت في تقييم الوضع العسكري وارتكبت خطئا فادحًا حين رفضت استدعاء الجيش الإسرائيلي الاحتياطي، وأنها لن تعود أبدًا كما كانت قبل الحرب. 

وقالت مائير: « كان التفوق علينا ساحقًا من الناحية العددية سواء من الأسلحة أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال، كنا نقاسي من انهيار نفسي عميق، لم تكن الصدمة في الطريقة التي بدأت بها الحرب فقط، ولكنها كانت في حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية ثبت خطؤها».


ads