الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

قصة مأساوية لمصري قتله فعل الخير.. والقاتل معروف

الإثنين 24/يوليه/2023 - 02:06 م
هير نيوز

قصة مأساوية، أحداثها تبعث القشعريرة في جسم الإنسان ، الكثير من فصولها يحمل معاني الوفاء ونكران الذات والكرم الشديد مع القريب والغريب، فيما حملت باقي الفصول وآخرها أبشع معاني الحقد والغل، والاستغلال، لتأتي النهاية غير متوقعة زيادة لا تعبر أبدا عن البداية، ليتجسد المثل القائل "اتق شر من أحسنت إليه". 

بطل قصة اليوم يدعى محمد إسماعيل وشهرته "طارق" مهما تحدثنا عنه لن نستطيع وصف عزة النفس التي كان يتمتع بها والكرم وإيثار الغير، فكان معطاء لا يرد سائلًا، فشهد له الجميع بحسن الخلق والسيرة الحسنة، حتى أن الجميع كانوا يتعجبون من تصرفاته التي تنم عن أصل طيب قلما تواجد في هذه الأيام.



نشأ طارق في منطقة الجيزة وسط أسرة ميسورة الحال، فكان تربية عز، ومن بيت كرم، لم ينقصه شيئا هو وأشقاؤه، فكان بيتهم مفتوحا للجميع وتعلم طارق الكرم من والديه فصار نسخة منهما. 

كبر طارق وأراد الاعتماد على نفسه، فقرر السفر للخارج لبناء مستقبله، ولأنه كان كاريزما وذو شخصية مميزة، فرض طارق نفسه على الجميع في عمله ونجح في تكوين ثروة كبيرة، فكانت تلك الأموال مجرد وسيلة لإسعاد من حوله؛ فلم يتغير طارق أو تبدله تلك الأموال. 

واصل طارق هوايته في فعل الخير، فلم يتأخر يوما عن صديق أو قريب أو حتى غريب، فكان يغدق الأموال على الجميع وعلى أسرته، فتزوج طارق مرتين، الأولى مصرية وأنجب منه ابنتين، والثانية أردنية وأنجب منها ولدين، ولم يبخل يوما على زوجته وأبنائه، فكانوا ينفقون عشرات الآلاف شهرًيا من أمواله وعاشوا في خيره حتى اليوم. 

استمر طارق في إنفاق الأموال يمينا ويسارا على فعل الخير وعلى أصدقائه، فكان إذا طلب منه أحد 1000 جنيه منحه 2000 وإذا طلب 10 آلاف منحه مائة ألف، فلم يلق بالا بالأموال التي ينفقها، حتى أنه منح أحد أصدقائه نصف مليون جنيه بعد أن استغاث به دون أن يضمن حقه بورقة رسمية، أو حتى يتوقع أنه سيحتاج تلك الأموال لاحقا. 

ولأن دوام الحال من المحال، دارت الدنيا على طارق، وبدأت أمواله تتناقص حتى خسرها كلها، لم يكن طارق مدمنًا أو مقامرًا ، ولكنه خسر أمواله في مساعدة الغير ودعم كل من حوله، حتى تفاجأ أن رصيده صار صفرا، ولم يكد يتجاوز الصدمة حتى بدأ يفكر في كيفية العودة كما كمان. 

طارق الذي اعتاد أن يمد يد العون والمساعدة للجميع، لم يتخيل يوما أن تمتد يده طلبا للمساعدة، ولكنها الدنيا التي لا تستقر على حال، حاول طارق البحث عن حقوقه التي تركها وراءه، فهو الذي أنقذ الكثيرين من حالة العوز والحاجة، الآن يمر بضائقة والطبيعي أن يرد الجميع الجميل له بمساندته والوقوف معه في أزمته. 

حسرة طارق على فقد أمواله لم تكن بحجم حسرته وصدمته من أصدقائه وأقاربه، فأدار له الجميع ظهورهم، فوجد نفسه يقف وحيدا في أزمته، كل ما قدمه من فعل الخير لم يجن منه سوى جحود وتجاهل، ورغم ذلك لم يندم طارق على ما فعله، وظل يفكر في أزمته بعد أن تخلى عنه الجميع.



تفاقمت أزمة طارق وأصابته حسرة كبيرة، فهو ليس الشخص الذي يمكنه تحمل الفقر، فلم يعتد عليه ولم يجربه، فكيف يواصل حياته؟.. وكيف يتعامل مع كل من خذله حتى الأقربين منهم، وازدادت مشاكل طارق الأسرية وبرز الجحود والغل من أقرب الناس، حتى صارت الحياة لا تطاق بالنسبة له. 

سقط طارق، ولم يتحمل ما أصابه، لم يتحمل صدمته في الجميع، مات وعلى وجهه ألم وصدمة في كل من أحبهم وضحى من أجلهم... طارق لم تكن وفاته طبيعية ... طارق مات مقتولا .... قتله الغل وجحود الناس .. قتلته الصدمة .. قتله كل من تعشم فيه خيرا ولم يجد إلا الشر ... قتله أقرب الناس ولكن الله عليم.. وهو خير شاهد.




ads