من هو المراهق الجزائري «نائل» الذي قتل برصاصة غادرة وأشعل فرنسا؟
اشتعلت شوارع فرنسا بالغضب على مدار اليومين الماضيين، على إثر مقتل مراهق جزائري برصاصة غادرة من قبل الشرطة الفرنسية أثناء محاولة توقيف السيارة التي كان يقودها الشاب الذي يُدعى "نائل" البالغ من العمر 17 عامًا..
تفاصيل واقعة مقتل نائل
ندد العالم بمقتل المراهق الجزائري، واشتعلت الشوارع الفرنسية بنيران الغضب بعد حادثة مقتل المراهق الجزائري الذي قتل في تمام الساعة التاسعة صباحًا في 29 من يونيو، في نقطة تفتيش مرورية.
كان نائل، وهو مراهق جزائري فرنسي، يعيش مع والدته في منطقة نانتير بالقرب من باريس، يعمل في توصيل الطلبات بعد الفترات الدراسية، ويلعب الرجبي لفريق نانتير بايرتس.
في صباح الثلاثاء، خرج نائل مع والدته من منزلهما، لتذهب الأم إلى العمل، ويذهب نائل برفقة أصدقائه. وفي محاولة لتوقيف السيارة من قبل اثنين من الضباط، أطلق أحدهما الرصاص من مسافة قريبة حيث استقرت الرصاصة بصدر الشاب الذي توفى متأثرًا بجراحه في وقت لاحق، وذلك بعدما رفض الشاب الامتثال للأمر بالوقوف في نقطة التفتيش.
وفقًا للتحقيقات المبدئية كان الشاب يقود سيارة مرسيدس "AMG" عالية القوة بشكل غير قانوني، تم استئجارها وتسجيلها في بولندا، حيث أن السن القانوني لقيادة سيارة غير مصحوبة بذويهم في فرنسا هو 18 عامًا.
وطبقًا لبعض التقارير الإعلامية، إن ما كان يفعله في السيارة مع اثنين آخرين من رفاقه المجهولين سيلعب دورًا رئيسيًا في التحقيق القضائي الجاري في إطلاق النار.
شهادة جيران الشاب نائل
أثار مقتل نائل، احتجاجات واسعة في جميع أنحاء فرنسا، وتم اعتقال العشرات في العاصمة الفرنسية باريس، وأصبحت وفاته رمزًا للعنصرية والتمييز في إنفاذ القانون ضد المهاجرين الجزائريين والمغرب العربي بشكل عام.
قال أحد أصدقاء العائلة: "كان نائل محبوبًا جدًا في المجتمع الجزائري الذي لا يزال كبيرًا جدًا في نانتير، كان فتى صغيرًا مليئًا بالطاقة ويريد دائمًا تجربة أشياء جديدة، ولم يعرف والده أبدًا، لذلك لم تكن الحياة دائمًا مستقرة أو سهلة عليه".
وأضاف: "مثل كل الأولاد العرب المسلمين في سنه، كان عليه أيضًا أن يتحمل التمييز المنتظم ، وخاصة من الشرطة".
عنصرية الشرطة الفرنسية
هاجرت مونيا، والدة نائل من بلدها الجزائر والتي حاربت الإحتلال الفرنسي لسنوات قبل حرب الاستقلال عام 1962. وكان نائل هو طفلها الوحيد.
كان نائل يلعب الرجبي بفريق نانتير بايرتس على مدار الثلاث سنوات الماضية، كجزء من "برنامج الاندماج" للمراهقين الذين يعانون أكاديمياً. ويهدف البرنامج الذي يديره مجتمع Ovale Citoyen ، يهدف إلى نقل الناس من المناطق المحرومة إلى التلمذة الصناعية.
التحق نائل، بالكلية في مدينة سورينس القريبة، في دورة تدريبية ليصبح فني كهرباء، لكن سجل حضوره كان ضعيفًا. وبالرغم من أنه لا يمتلك سجل جنائي، إلا أن الشاب خضع لما لا يقل عن خمس عمليات تفتيش للشرطة منذ عام 2021، وكان من المقرر أن يمثل أمام محكمة الأحداث في سبتمبر بسبب "عدم تعاونه'' مع الضباط.
صرخات والدة نائل
في تصريحاتها إلى الصحفيين الذي قاموا بتغطية الاحتجاجات، قالت مونيا والدة نائل: «لقد قبلني قبل خروجنا معًا من المنزل، وقال لي: أحبك يا أمي، وقلت له: توخي الحذر».
وأضافت الأم المكلومة: « لقد كان كل شيء بالنسبة لي ، وقد أطلق عليه ابن العاهرة النار»، في إشارة إلى الضابط الفرنسي فلوريانت م، الشرطي البالغ من العمر 38 عامًا والمتهم بقتل ابنها.
الرئيس الفرنسي يدين مقتل الشاب
في تصريحاته للصحفيين في مرسيليا، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "لدينا شاب صغير قتل... وهو أمر لا يمكن تبريره ولا يغتفر".
وباستمرار الاحتجاجات لليلة الثانية على التوالي، عقد الرئيس اجتماعا جديدا لخلية الأزمة الوزارية في باريس، حيث عاد ماكرون، إلى العاصمة الفرنسية قبل انتهاء قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل لحضور الاجتماع. وأكد في خطاب له أن سيعزز الحضور الأمني في مناطق الشغب.
كما وأعلنت الحكومة الفرنسية نشر 40 ألف شرطي ودركي مساء الخميس في أرجاء
البلاد منهم خمسة آلاف في باريس وضواحيها القريبة.