الرجل الأزرق| حكاية «بابا سنفور» وسر العلاج الخارق ومرض «أرجيريا»

إنها ليست قصة فيلم من نوعية أفلام الخيال العلمي، إنها شخصية حقيقية لرجل يلقب باسم "بابا سنفور" وذلك بعد تحول لون بشرته إلى اللون الأزرق بالتدريج، بعد سنوات من تناول المكملات الغذائية..

حكاية بابا سنفور

ولد بول كاراسون، الرجل الأزرق الشهير، المعروف أيضًا باسم "بابا سنفور"، ببشرة فاتحة وشعر بلون الزنجبيل المائل إلى البرتقالي، وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بعدما تحولت بشرته إلى اللون الأزرق.

ارتفعت شعبية كاراسون بشكل كبير، وذلك بفضل شهرته على الإنترنت وظهوره التلفزيوني حيث قام برواية قصته مع العلاج الخارج الذي اكتشفه لعلاج بعض الأمراض المزمنة.

الرجل الأزرق

كان كاراسون، يعاني من تقشر الجلد والارتجاع الحمضي والتهاب المفاصل، وكان هذا الرجل يحاول جاهدًا التخلص من آلامه والتوصل إلى علاج يخفف من معاناته الطويلة.

وفقًا لروايته، اكتشف كاراسون من خلال أبحاثه الخاصة منتج "الفضة الغروية" أو محلول الفضة في الماء، وهي عنصر ضئيل يعتمد على الفضة النقية، وتتكون من جزيئات دقيقة جدًا معلقة في الماء المقطر.

كان ذلك المحلول يستخدم على نطاق واسع قبل ظهور المضادات الحيوية، حيث أثبتت العديد من الدراسات العلمية الدور النشط للفضة الغروية في القضاء على البكتيريا والفيروسات وذلك قبل ظهور البنسلين في الثلاثينيات.

ومع ذلك، تم حظر الفضة الغروية في الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية في عام 1999، عندما اكتشف العلماء قدرتها على التسبب في أضرار جسيمة للأعضاء الداخلية.

سر خلطة العلاج الخارق

لأكثر من عقد من الزمان، استهلك كاراسون، ما يعتقد أنه علاج خارق. حتى أنه وضع مستحضرًا فضيًا على جلده، مدعيًا أنه شفي من ارتجاع الحمض والتهاب المفاصل.

وبالرغم من شعوره بالتحسن، أدى الاستخدام المطول للفضة الغروية إلى تراكم الفضة في جسمه، مما تسبب في حالة دائمة ونادرة تعرف باسم " أرجيريا" وهو مرض جلدي يتم اكتسابه عن طريق التعرض للفضة أو ابتلاعها، ويساعد في تحول لون البشرة إلى اللون الرمادي أو الأزرق.

وبالرغم من أنها تعد حالة مرضية حميدة، إلا أن التشخيص صعب، وغالبًا ما يتم الخلط بينها وبين الأمراض الجلدية الأخرى الأكثر شيوعًا.

شهرة الرجل الأزرق  

وفقا لكاراسون، فإن بشرته الزرقاء جلبت له العديد من الفوائد، فهو لا يعاني من حروق الشمس ولم يكن بحاجة إلى ارتداء النظارات الشمسية. ومع ذلك، كانت هناك بعض العيوب التي وجد صعوبة في التعامل معها.

أوضح الرجل الأزرق، انه عانى من التنمر، وواجه صعوبة في العثور على عمل بسبب إحجام أرباب العمل عن توظيف أفراد "مختلفين بشكل ملحوظ" أو - في حالته – رجل باللون الأزرق.

بشكل مأساوي، توفي بول كاراسون عام 2013 عن عمر يناهز 62 عامًا بسبب مضاعفات متعلقة بقلبه. بعدما انتشرت حكاياته باسم حكايات "بابا سنفور".