تجارب شخصية من تطبيقات المواعدة «ما بين خيبات الأمل والحب الحقيقي»
بالتزامن مع التغييرات اللتي طرأت على طرق المعيشة لحياتنا، وذلك من خلال التطور السريع الذي نشهده من حيث استخدامنا لوسائل تطبيقات التواصل الاجتماعي، التي قامت بتسهيل التواصل بين الأشخاص بالرغم من البعد الجغرافي بينهم، وتعزيز الروابط الاجتماعية والعائلية والمهنية.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل قام مطورو البرامج بانشاء تطبيقات خاصة، الهدف منها تكوين العلاقات العاطفية وإيجاد شريك الحياة المناسب طبقا لمواصفات دقيقة يختارها الأشخاص الراغبين في إيجاد شريك حياتهم.
وهنا سوف نستمع إلى بعض التجارب الشخصية التي شارك أصحابها هير نيوز بتفاصيلها..
صدمة مدوية وخيبة أمل
سارة 23 عاما طالبة في السنة الأخيرة في كلية الفنون الجميلة في إحدى الجامعات في القاهرة شاركتنا تجربتها مع واحدة من هذه التطبيقات قائلة: "قبل سنتين من الآن، دفعني الفضول لتجربة تطبيق مواعدة وتعارف، وجدت شخص من مدينة أخرى أقتصرت العلاقة بيننا في بادئ الأمر على الرسائل النصية وتعرف كل مننا على الآخر ورأيت صوره الشخصية وألتقينا وتقابلنا في مقهى تابع لأحدى المجمعات التجارية وبعد 3 شهور عقب تعلقي به عاطفيا، علمت بإنه غير أعزب ولايحمل شهادة جامعية كما أخبرني سابقا. أصبت بالصدمة والذهول وخيبة الأمل، وعهدت على نفسي ألا أكرر مثل هذه التجارب الفاشلة وأن أقوم بالتركيز على دراستي وماسأفعله بخصوص مستقبلي" .
وجدت شريكي المناسب وأنا سعيدة معه
رجاء 37 عاما، من مدينة طنجة أم وزوجة وموظفة، أخبرتنا بأنها تعرفت على زوجها الحالي من خلال تطبيق ألكتروني بدئت علاقتهما بالتعارف من خلال هذا التطبيق وعندما توفرتبينهما القواسم المشتركة، قاما بالأتفاق على الزواج حينها كان يقيم ويعمل زوجها في إحدى الدول الأوربية وتحديدا في بلجيكيا وبالتزامن مع موعد الأجازة الصيفية جاء إلى المغرب وأخبر أهله بنيته للزواج منها وقام بالالتقاء بوالدها وأخوانها وأستكملو مراسم الزواج وقالت: "أنا الآن سعيدة بزواجي ولدي منه طفلان".
أبتزاز وأستزاف مالي
محمود عصام محامي ومستشار قانوني، صرح قائلا بخطورة العلاقات العاطفية عبر التطبيقات الألكترونية إذ أن نسبة كبيرة من الأشخاص تعرضو للأبتزاز المالي والجنسي ، أذ يتم بتزويد الطرف الآخر بمعلومات كاذبة وخاطئة .
وذكر الأستاذ محمود أن من بين القضايا التي يتذكرها جيدا أن أحد الشباب تعرض للابتزاز عبر تطبيق مواعدة شهير جدا تعرف فيه على فتاة من إحدى الدول العربية، وقامت بدورها بإياهمه وإيقاعه في شباك الحب وأغدق عليها الهدايا الباهظة ، بداية من العطورات مرورا بالمجوهرات وكان ختام هذه العلاقة الإبتزاز، إذا قامت بالتعديل على صور الشاب بالفوتشوب، مما جعل الصور تحمل الطابع الفاضح وهنا بدأت المساومة إما أن يقوم بإرسال مبالغ تفوق أضعاف مقدرته أو الفضيحة، ورضخ في المرة الأولى، إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد إذ استمر الإبتزاز وقرر الشاب بدوره اللجوء إلى القانون وبالفعل تم أخذ الإجراءات اللازمة بحق الفتاة التي أتضح فيما بعد بأنهم شبكة متخصصة لإبتزاز.
سأغضب ولن أقبل بهذه العلاقة
منال حسين 42 عاما، أم لفتاتين ولشابين في مقتبل العمر، قالت بدورها أنه أصبح في زمننا هذا من شبه المستحيل بإن تثق في إقرب الناس إليك ، فكيف للإنسان بإن يثق في شخص مجهول من عالم إفتراضي وإضافت قائلة أن من الأسباب الرئيسية لضياع الشباب في الوقت الحالي تطبيقات وسائل التواصل الأجتماعي وأخطرها تطبيقات المواعدة وعند سؤالي ممازحة للسيدة منال كيف سيكون رد فعلها أذا علمت في يوم من الأيام بإن لأحد أبنائها علاقة عاطفية أو تزوجوا عن طريق هذه التطبيقات، أجابت ضاحكة بإنها سوف تغضب جدا ولن تسمح بإستمرار هذه العلاقة.
مثلها مثل الخطابة لا أرى فرق
محمد أسامة 30 عاما مهندس معماري في أحدى الدول الخليجية ، أدلى برأيه أن في الماضي كان يوجد مهنة لبعض النساء يسمى بالخاطبة وكان دورها البحث عن شريك حياة للفتاة او شريكة حياة للشاب ومن وجهة نظري أرى بإن الفرق بينهما يكمن في التكنلوجيا التطبيق إلكتروني والخاطبة بشرية تعمل لنفس الغرض ولدي صديق أعرفه حق المعرفة تزوج من خلال تطبيق المواعدة بالإضافة إلى زميل كان يعمل معي تزوج بهذا الطريقة ، وزواجهم ناجح فالمهم هو المصداقية من الطرفين وعدم التسرع والتريث والأنسان يمكنه التمييز بين من يخدعه ومن يكون صادق
هروب من الواقع والمراهقيين الأكثر إستخداما لها
بسمة عمر أخصائية أرشاد أسري، أشارت بالحديث حول إستخدام تطبيقات المواعدة أن من أكثر الشرائح العمرية في المجتمع لهذا التطبيق هم المراهقون والشباب والمتزوجون اللذين يعانون من عدم الأستقرار الأسري والمشاعر تختلف جدا بين الواقع والأنترنت ،كما أن الشخص في الواقع يمكنك رؤية تصرفاته وتعابير جسده والحكم عليه بخلاف من يكون في عالم آخر كما أن مستخدم هذا التطبيق يصل لمرحلة الإدمان العاطفي والتعلق ويترتب على ذلك إهماله لوظيفته وعائلته وعلاقاته الأجتماعية وتضييع الفرص الحقيقية للإرتباط وعلى الآباء مراقبة أبنائهم المراهقين وتوعيتهم بخطورة هذه التطبيقات وأضافت أن هنالك حالات أرتباط من خلال هذه التطبيقات كانت ناجحة ولكن قلة قليلة فينبغي الحذر وعدم الأنجراف خلفها.
أقرأ أيضا ..