الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

بقلم نفيعة الزويد: ذكريات ودروس

السبت 03/يونيو/2023 - 07:38 م
هير نيوز

شتاء الكويت جميل، تتميز أجواؤنا فيه بالبرودة المعتدلة والشمس الساطعة، وتلك الأجواء تشجع الكثير على الخروج صباحا لارتياد المطاعم لتناول وجبة الإفطار وبالذات المحاذية لشواطئ البحر، والتي نجدها في أكثر من منطقة من مناطق الكويت، فتنتعش السياحة الداخلية في وطننا الكويت. في أحد الأيام خرجت صباحا مع صديقتي العزيزة هبة يونس وقصدنا أحد المطاعم الإيطالية المطلة على البحر بمنطقة «أبو الحصاني»، حيث كانت زهور النوير والعشب الأخضر حملا الأرض، ما أضفى منظرا جميلا، حيث نجلس بين زرقة البحر والخضرة التي أنعم الله بها علينا هذا العام من كثرة الأمطار، إذ كانت الأرض والأرصفة مجملة تجميلا ربانيا.

فأخذت وصديقتي هبة نتجاذب أطراف الحديث عن سنتي الحظر خلال جائحة كورونا، وقلت لها كثيرة هي الدروس التي تعلمناها خلال أزمة الوباء العالمي، وأولها عرفنا تقدير نعمة الأسرة والسكينة ببيت الأسرة وعدم الخروج من المنزل لغير الحاجة، وتجمعها مع بعضها وتآلفها بالأحاديث المشتركة فيما بينهم، وتعلمنا غسل اليدين بـ«تكنيك» معين وبعدها تعقيمها بمحلول مطهر، وتبديل الملابس التي نخرج بها حين العودة بأخرى نظيفة، وكل تلك الاحترازات حرصا على سلامة الأسرة، خصوصا أنه يعيش معنا بالمنزل كبار في السن، وتعلمنا احترام الموعد، وألا نغادر المنزل لمراجعة مستشفى أو وزارة لمعاملة ما إلا وقد سبقها حجز موعد بوقت محدد، وتعلمنا احترام الطابور والانتظار، وأصبحت أغلب مشترواتنا وطلباتنا تصل إلى البيت دون عناء الخروج خلال تلك الفترة الحرجة، بل يتم حجزها «أونلاين» سواء للمواد الغذائية أو الملابس وغيرها من أمور حياتية.

لاحظنا أيضا أن بذح حفلات الاعراس قد اختفى خلال سنتين، فأصبح الزواج في البيت، وظاهرة العزاء اقتصرت على الرجال في المقبرة فقط، وعزاء النساء عن طريق الهاتف.. فكثير من الأمور تغير تغيرا جذريا، مما خفف الأعباء المادية عن رب الأسرة، وأصبحت شوارعنا بلا ازدحام مروري ولا حوادث ولا رعونة سرعة. أما من ناحية طلبة المدارس فتعلموا «عن بُعد» مما جعلهم يلجأون لاستخدام الحاسوب الذي أصبح اساس التعليم الحديث التكنولوجي في حياتنا اليوم، فوجهت سؤالا لصديقتي وقلت لها ما أهم شيء تعلمته خلال فترة «كورونا» ولن تنسيه طوال حياتك؟ فقالت: دخلت المطبخ وتعلمت أسرار المطبخ الشرقي، ومن كل دولة عربية تعلمت أصعب صنف لديهم، فكان لدي التحدي والإصرار أن أصبح «شيف مُعتمد» من قبل أسرتي الصغيرة، فأسست مطبخا عامرا بما لذ وطاب، وكثيرا ما أسعدتنا تلك اللحظات التي أصنع فيها كل يوم طبقا جديدا لزوجي وابنائي، ونأنس بالتجمع حولها وتمضية وقت جميل مع بعضنا.

عزيزي القارئ، تأكد أن جميع الأسر خلال سنتي الحظر تعلموا دروسا طُبعت بالذاكرة، ورحم الله من توفي بالجائحة وجعل مثواهم الجنة.

نقلا عن الأنباء

ads