كيف تبدو المرأة السعودية «تحت العباءة» حاليًا؟ «كتاب يجيب»
الجمعة 02/يونيو/2023 - 08:30 م
وائل كمال
كان الشرق بالنسبة إلى الغرب سوقاً تثيرهم بغموضها وأساطيرها الرومانسية، وفي العقود الأخيرة بدأ يثيرهم كسوق استهلاكية مهمة، لا سيما في ما يتعلق بالإكسسوارات، فالمرأة العربية عموماً والسعودية خصوصاً لا يظهر من أزيائها سوى عباءة سوداء تلعب فيها آخر صيحات النظارات الشمسية وحقائب اليد والأحذية أدوار البطولة.
باتوا يعرفون أيضاً أن هذه المرأة تُحرك سوق الـ«هوت كوتير»، كونها واحدة من أهم زبونات هذا القطاع الذي لولاهن لما استمر أو انتعش، بينما في حياتهن اليومية مخلصات لعباءتهن السوداء التي توارثنها عبر الأجيال. قطعة، مهما خضعت للتطوير ومهما وصل بهن عشق التطوير والرغبة في اقتناء آخر صيحات الموضة لا يُفرطن فيها بل يحترمن حُرمتها ويحافظن على مكانتها ومكانها في خزاناتهن. وبينما كانت تراها هي جزءاً من هويتها وثقافتها، كان الغرب يراها بنظرة سلبية.
متابعةً للتغیرات الإیجابیة لحقوق المرأة تحت «الرؤیة السعودیة 2030»، ورداً على النظرة الغربية المحضة للمرأة السعودیة، قررت مریم مصلي، وهي محررة أزياء وخبيرة في التخطیط الاستراتیجي والتواصل والتنفيذ، أن تبادر بتغيير هذه النظرة. ما قامت به أنها أسست منبراً إلكترونياً طلبت فيه من المرأة، أياً كانت، أن تستعمله لتقديم صور شخصية.
تقول مصلي: «كل المطلوب منها أن تعرّف بنفسها: من هي؟ ماذا تعمل؟ وأن تحكي لنا قصتها، لأن لكلٍّ منا قصة خاصة ومختلفة». وكانت ثمرة هذه المبادرة مجموعة من الصور المثيرة والمعبرة نشرتها في كتاب بعنوان «تحت العباءة» جمعت فيه هذه الصور الفوتوغرافية، التي يمكن القول إنها كانت فنية ومثيرة من ناحية أنها تعبر عن روح الشباب والتغييرات الإيجابية التي تشهدها المنطقة. كذلك تفند تلك الصورة النمطية التي رسمها الغرب عن المرأة السعودية طويلاً، ولا تزال مترسخة في أذهان البعض منهم حتى الآن.
الموضة السعودية
تشرح مصلي أنها بعد أن عملت في مجال الموضة لسنوات عديدة وفهمت ما يجري في دهاليزها، رغبت دائماً في تسليط الضوء على الموضة السعودية.
تقول: «كانت الصورة النمطية التي رسمها الغرب عنا تصدمني وتستفزني في الوقت ذاته. فهو لا يرى منا سوى العباءة التي نرتديها في الأماكن العامة، ولا يرون أن الموضة جزء من حياتها اليومية عدا عن مناسباتها الخاصة». وتتابع: «لكن بعد سنوات من محاولاتي تغيير هذه النظرة، انتبهت إلى أن الأزياء لم تكن أساس المشكلة، بل المرأة التي ترتديها، وهذا ما يركز عليه الكتاب من خلال تصوير المرأة السعودية في كل حالاتها. إنها إنسانة حالمة ورائدة وكما هي زوجة وأم وابنة هي أيضاً طالبة ومعلمة وطبيبة، وهلمّ جرا. فأدوارها متنوعة وفعالة في المجتمع... هذا ما يجهله الغرب وأريد أن أوضحه لهم بالصور وبطريقة غير معقدة».
تجدر الإشارة إلى أن الكتاب عُرض في شهر فبراير الماضي خلال معرض الكتاب في جدة، إلا أنه لا يزال يثير ضجة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي. فصورة المرأة تحت العباءة، كما جاء فيه، تختلف تماماً عن تلك الصورة النمطية عنها كتابع، أو كمدللة تتلخص حياتها في حياة السهر والحفلات حسب الانطباع الذي يخلّفه لديهم إقبالها على شراء أزياء السهرة والمساء التي تقطر بريقاً وأحجاراً. هي امرأة ديناميكية لها اهتمامات متعددة. بعضها يتسم بروح المغامرة والرياضة والبعض الآخر بالغموض أو العملية، لكن القاسم المشترك بينهن هو روحهن العصرية وإقبالهن على الحياة.
فـ«تحت العباءة»، كما تشرح مريم مصلي، لا یمثل أزیاء المنطقة فحسب بل أيضاً يعكس شخصية المرأة الأنيقة والواثقة التي ترتديها.
ونقدم لكم من خلال موقع هير نيوز، أخبار وتقارير، صاحبة المعالى، منوعات، فن وثقافة، كلام ستات، بنات، هير فاشون، حوادث، رياضة، صحتك، مال وأعمال، توك شو، مقالات، دنيا ودين.