ما فائدة الكفن طالما يُحشر الناس عراة؟ علي جمعة يجيب (فيديو)
السبت 03/يونيو/2023 - 12:11 م
كمال الناحل
ورد سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مفتي الجمهورية السابق، من سيدة، قالت فيه: "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة، فما فائدة الكفن إذن؟".
لماذا الكفن؟
وأجاب الدكتور علي جمعة قائلا: إن الله عز وجل أمرنا بتكفين الموتى تكريما لهم وحفاظا عليهم، وذلك لسترتهم أمام الناس أثناء إقامة المناسك التي أمرنا الشرع بها، مثل صلاة الجنازة التي تصلى عليهم، وكذلك أثناء دفن الميت، وذلك تكريما لهم في الدنيا، وأشار إلى أن الكفن لا علاقة له بيوم القيامة والآخرة، ولكنه أجل تكريم المتوفى في الدنيا.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء، من خلال الفيديو الذي نشره من خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، من حلقة ضمن برنامجه "والله أعلم" على قناة cbc: "أما عن وضع الناس في يوم القيامة، فالبشر يحشرون حفاة عراة، ولكن في هذا الوقت لا ينظر أحد إلى أحد ولا يكون هناك وجود للشهوة، وأن لكل إنسان أمراً يغنيه، وأعظم بكثير من مجرد النظر للآخرين، مستشهدا بقول الله تعالى: «يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه» «سورة عبس الآية رقم 34».
حكم الكفن
وكانت دار الإفتاء المصرية، قالت في فتوى سابقة لها، إن الكفن غطاءٌ أو سترٌ يستر بدن المتوفى، وهو فرض كفاية باتفاق، وأقله ثوب يستر البدن، والسنة للرجل ثلاثة أثواب، وللمرأة خمسة أثواب، ويستحب اختيار الكفن الحسن؛ لما روى مسلمٌ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ».
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ» أخرجه أبو داود في "سننه".
والكفن: غطاء أو ستر يستر بدن المتوفى.
تكفين الميت بما يستره
وقد اتفق الفقهاء على أن تكفين الميت بما يستره فرض على الكفاية، فالميت يكفن -بعد تغسيله- بشيء من جنس ما يجوز له لبسه في حال الحياة، فيكفن في الجائز من اللباس، ويحرم التكفين بالجلود؛ لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنزع الجلود عن الشهداء وأن يدفنوا في ثيابهم؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: "أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِقَتْلَى أُحُدٍ أَنْ يُنْزَعَ عَنْهُمُ الْحَدِيدُ وَالْجُلُودُ، وَأَنْ يُدْفَنُوا بِدِمَائِهِمْ وَثِيَابِهِمْ" أخرجه أبو دواد في "سننه"، وعَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: "يُلْقَى عَنِ الشَّهِيدِ كُلُّ جِلْدٍ، يَعْنِي إِذَا قُتِلَ" أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه".
تحسين الكفن
ويستحب تحسين الكفن عند الحنفية والمالكية، بأن يكفن في ملبوسِ مثلِهِ في الجُمَعِ والأعياد، ما لم يوصِ بأدنى منه فتتبع وصيته؛ لما روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ».
وأقل الكفن ثوب يستر البدن، والسنة للرجل ثلاثة أثواب: إزار وقميص ولفافة، والقميص من أصل العنق إلى القدمين بلا أكمام، والإزار للميت من أعلى الرأس إلى القدم، بخلاف إزار الحي، واللفافة كذلك.
كفن المرأة
ويسن تكفين المرأة في خمسة أثواب: قميص وإزار وخمار ولفافة وخرقة تربط فوق ثدييها؛ لحديث أم ليلى بنت قانف الثقفية قَالَتْ: "كُنْتُ فِيمَنْ غَسَّلَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عِنْدَ وَفَاتِهَا، فَكَانَ أَوَّلُ مَا أَعْطَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الْحِقَاءَ، ثُمَّ الدِّرْعَ، ثُمَّ الْخِمَارَ، ثُمَّ الْمِلْحَفَةَ، ثُمَّ أُدْرِجَتْ بَعْدُ فِي الثَّوْبِ الْآخَرِ"، قَالَتْ: "وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ جَالِسٌ عِنْدَ الْبَابِ مَعَهُ كَفَنُهَا يُنَاوِلُنَاهَا ثَوْبًا ثَوْبًا" أخرجه أبو داود. ولأنها تخرج فيها حالة الحياة، فكذا بعد الممات.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
ونقدم لكم من خلال موقع هير نيوز، أخبار وتقارير، صاحبة المعالى، منوعات، فن وثقافة، كلام ستات، بنات، هير فاشون، حوادث، رياضة، صحتك، مال وأعمال، توك شو، مقالات، دنيا ودين.
اقرأ أيضا