تنظر المجتمعات غير الواعية للمرأة المطلقة، نظرة سلبية ومحبطة، تكاد هذه النظرة تفقدها الثقة بنفسها ومن الممكن أن يصل بها الأمر لإنعزال الناس، الأمر الذي يترتب منعها من ممارسة حياتها بعد الطلاق بشكل طبيعي.

أكدت دراسات ميدانية حديثة، أن 60% من النساء يشعرن بعقدة الذنب بعد الطلاق"، وذلك لأن المرأة المطلقة بعد صدمة الطلاق تمر بثلاث مراحل.

- الأولى مرحلة الصدمة، حيث تعاني المطلقة من الاضطراب الوجداني والقلق بدرجة عالية.

- الثانية مرحلة التوتر، والتي يغلب عليها القلق والاكتئاب وتتضح آثارها في الأساس بالاضطهاد والظلم والوحدة والاغتراب والانطواء والتشاؤم وضعف الثقة بالنفس، وعدم الرضا عن الحياة.

-  المرحلة الثالثة فهي إعادة التوافق، وفيها ينخفض مستوى الاضطراب الوجداني، وتبدأ المطلقة إعادة النظر في مواقفها في الحياة بصفة عامة، والزواج بصفة خاصة.

يوضح استشاريي علم النفس أن نظرة المجتمع للمرأة المطلقة، تكاد تكون نظرة ظالمة، في الوقت الذي تكون هي فيه في أمسّ الحاجة لنظرة عطف واحتواء، تمكّنها من العودة إلى حالة التوازن النفسي الطبيعية بعد الهزة التي أصابتها، وجعلتها تعيش حالة من الانهزام والانكسار، حتى تتمكن من الاندماج والانخراط من جديد في المجتمع.

وبعد أن تتحول الطاقة السلبية لدى المطلقة إلى طاقة إيجابية، وتستعيد توازنها النفسي والاجتماعي، يجب أن تبدأ تفكر في كيفية التعامل مع مشاريعها المستقبلية، فتبدأ في تغيير نفسيتها من الداخل وتتعامل مع الواقع بشكل يمنحها القدرة على التعامل مع المجتمع المحيط بها بكل شجاعة.

كما يوضح عدد من المتخصصين، روشتة لكيفية تعامل المرأة المطلقة مع المجتمع، أولها أن تترك الماضي خلفها، حتى لا يؤثر على حياتها، وتغير نفسيتها من الداخل حتى يتغير الوضع المحيط بها، مع ضرورة الالتزام مع النفس لصنع مستقبل أفضل لنفسها، والابتعاد عن الإحباط والصبر على الابتلاء.

كما أن الإسلام كرّم المرأة ورفع من شأنها بشكل لم يفعله دين سابق ولا شريعة من الشرائع، ففي الوقت الذي يكرم المجتمع الأوروبي المرأة المطلقة، كان الأجدر للمجتمعات الشرقية أن تغير هذه النظرة السلبية، نظرًا لأنه لابد من توفير حياة شريفة وكريمة للمرأة المطلقة، وفقًا لاستشاريي علم النفس.