بقلم نفيعة الزويد: «صبحان» والمصانع
الثلاثاء 23/مايو/2023 - 08:01 م
ذهبت في زيارة إلى مصانع صبحان في بلدي الغالي الكويت، لمشاهدة الجانب الآخر من الحياة في وطني، ولأرى المنتج الوطني وكيفية صناعته، وبالفعل دخلت أكثر من مصنع، وكنت سعيدة بما شاهدت من نجاح تلك المصانع من حيث الهدوء، فلا موظف يتحدث مع الآخر، وشدتني نظافة تلك المصانع بالنسبة للمكان والموظفين والعاملين هناك، واحترام كل شخص لتخصصه دون الالتفات للشخص المجاور له، وهناك ايضا درجة تعقيم كبيرة، حيث يتم تعقيم وتنظيف الاحذية قبل الدخول للمصنع مع لبس القفاز وتغطية الرأس ولبس كامل لتغطية الجسم، وكل ذلك الحرص لحماية المنتج الوطني، وليظهر بصورة جميلة ونظيفة وراقية للمستهلك، ويقبل على شرائه، والدقة في المصانع هي السمة السائدة، وبارك الله في هؤلاء الجنود المجهولين، فالمشتري لا يعلم مدى الخطوات والمراحل التي يمر بها المنتج، والتعب والجهد الكبيرين اللذين يبذلان على مدار الساعة لتوفير ما يلزم للسوق المحلي لسد حاجة المواطن والوافد.
تجد في تلك المصانع جهدا بشريا وآليا، حيث تعمل المكائن ذات الجودة العالية ليل نهار للتصدير للخارج، رافعة اسم الكويت بمنتج وطني كدولة مصدرة.
إننا نطمح إلى المزيد من تلك المصانع والمزيد من الانتاج لنلحق بركب الدول المتقدمة، فلولا جودة المنتج لما تم تصديره للخارج، لكن الأمر الوحيد الذي كان مزعجا بتلك الرحلة هو ان صبحان منطقة ليست حديثة وليست مكتملة البنية التحتية، رغم أنها منطقة حيوية لوجود المصانع، وما أزعجني ورأيته بالعين المجردة وجود سيارات لسحب «الصرف»، وهذا ما يعكس مظهرا غير حضاري، ناهيك عن الروائح المنبعثة منها نظرا لسحب المجاري الصحية بطريقة بدائية، لا تسر الناظر ولا تسر حاسة الشم.
تخيل معي أخي القارئ أن يأتي وفد للكويت لزيارة المصانع المحلية في المناطق الحيوية والمهمة مثل صبحان، ويرى انه مازالت تسحب المجاري الصحية بالسيارات يوميا، فهذا قد يعكس في نظر الزائرين الضيوف فكرة سلبية الدولة، ونحن في بداية الألفية الثالثة وعلى اعتاب القرن الواحد والعشرين، ما يجعل تلك الروائح المنبعثة ومنظر سيارات سحب المجاري الصحية سببا في هروب الزائر منها، ناهيك عن الانطباع السيئ عنها.
لذا، نرجو من جهات الاختصاص الالتفات لتلك المشكلة الكبيرة، لأنها تضر بالكويت واسمها وتضر بالعاملين هناك، وهم بالآلاف من الموظفين، بذلك القطاع الحيوي، فنحن كمواطنين كما نريد منهم الجودة والنظافة والدقة والشكل الجاذب للمستهلك من ذلك المنتج لنا ولبيوتنا ولأطفالنا من احتياجات كالمأكل والعصائر والمنظفات المنزلية، ايضا هم لهم الحق علينا بتوفير البيئة النظيفة الصحية والمناسبة لهم، لأنهم يعيشون ساعات طويلة من النهار بتلك المصانع بعيدا عن أسرهم، لذا من حقهم ان يتنفسوا جوا نظيفا غير ملوث بروائح المجاري، وبما لا يليق بعطائهم للوطن وللمستهلك، فاحترام النفس البشرية مهم كي يعطي كل ما هو جميل من تلك الصناعات الوطنية، وبما يرد علينا بالعطاء والعمل الجاد وانجاح العمل بسعادة واقبال مبهج عليه دون تذمر، لذا كل الشكر لأصحاب تلك المصانع ويجب أن نكرمهم، فهم يستحقون حل مشكلة سحب المجاري من خلال السيارات اليومية بطريقة حضارية تليق بـ«صبحان الصناعية»، وتليق بالكويت بلد الإنسانية، فهل من مجيب؟!
٭ رحم الله الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر، الفنان الخلوق الذي يستحق ان يحتذى من قبل الفنانين شباب اليوم.
نقلا عن الأنباء