بشكل نهائي.. توقف واتساب عن العمل على تلك الهواتف
حوار حصرى لـ هير نيوز مع الغواص المصري المشرف على أول رحلة غوص لامرأة من ذوي الهمم
في الأيام القليلة الماضية، أعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي نشر عدد من الصور لتجربة فريدة حدثت على أرض مدينة السلام المصرية شرم الشيخ، حيث استطاعت امرأة من ذوي الهمم تُدعى سوزان أوستن، الغوص بالكرسي المتحرك في حادثة هي الأولى من نوعها.
كانت تلك التجربة بمساهمة أولمبياد لندن، عام 2012، والجندي المجهول الذي شارك بالملحمة الغواص المصري تامر سلمان، والذي كان لنا لقاء حصري معه ليكشف لنا عن تفاصيل التجربة الشاقة والشيقة في آن واحد..
*في البداية..
من هو الغواص المصري تامر سلمان؟
اسمي تامر سلمان، من مدينة المنوفية، تخرجت من كلية تربية رياضية ومدرب سباحة. واليوم أنا مدرب غوص في منظمة "بادي للغوص"، وبدأت العمل كغواص منذ عام 2000. وبعد تلقى عدد من كورسات الغوص أصبحت غواص محترف. والمسمى الوظيفي الآن، هو مساعد المدربين، ومسؤول عن تدريب المدربين.
*ما هو المشروع
الذي شاركت به مع سوزان أوستن؟
سوزان أوستن، مارست الغوص قبل إصابتها بمرض "ضمور العضلات" في مدينة شرم الشيخ. وهي فنانة بريطانية تمتلك القوة والعزيمة، وعندما أصابها ذلك المرض غير القابل للشفاء، قررت استخدام ذكائها في تحويل عشقها للغوص، في القيام بأمر هو الأول من نوعه في العالم، وهو ابتكار كرسي متحرك للغوص تحت الماء لمساعدة ذوي الهمم.
وأضاف: «شكلت سوزان، فريق من الغواصين وقاموا بدراسة الفكرة التي طرحتها للغوص بالكرسي المتحرك المعدل، وبدأوا في تنفيذ الفكرة بأيديهم حيث أضافوا الأجنحة الفايبر جلاس، والتوربيدات الصغيرة المسؤولة عن الحركة، والتي حصلوا عليها من البحرية الأمريكية، ووضعوا "أنبوبة الأكسجين" في الجزء الخلفي من الكرسي، بالإضافة إلى منظومة التنفس».
وأوضح سلمان، كيف ساعدت تلك الإضافات الفنية سوزان، على استخدام الكرسي لأداء حركات أكروباتية فنية تحت الماء، تعبيرًا عن الحرية.
*كيف شاركت
بالمشروع الكبير؟
حين جاءت الفكرة، عرضت سوزان، الفكرة على منظمات الإعاقة في إنجلترا، والتي تهتم بمثل هذه النشاطات لذوي الهمم. وجاء عرض الفكرة بالتزامن مع استعدادات أولمبياد 2012 لذوي الإحتياجات الخاصة في لندن.
وبالفعل عرضت سوزان الفكرة عن طريق بعض الأصدقاء، على اللجنة الأولمبية الدولية، ولاقت فكرة قبولًا كبيرًا حيث أنها فكرة جديدة وهي الأولى من نوعها في العالم.
فقاموا بتخصيص التمويلات اللازمة للمشروع. وكوني أعمل في واحد من أكبر المراكز التي يهتم بالنشاطات الخاصة بذوي الهمم، وكوني المسؤول عن هذا الملف بالمركز، تم ترشيحي للمشاركة في عمليات الغوص الخاصة بالمشروع، بمشاركة زميلة إنجليزية ومن ثم أصبحت المشرف عن المشروع من الجانب المصري.
*لماذا إختارت
سوزان شرم الشيخ؟
في الحقيقة، اختارت الجهة الممولة للمشروع مكانين آخرين لتنفيذ فكرة سوزان، وهما المالديف، أو البحر الكاريبي، ولكن سوزان، والتي مارست الغوص في مياه البحر الأحمر قبل إصابتها، أصرت على الغوص في المياه المصرية وخاصة في مدينة شرم الشيخ.
وأوضح سلمان، أن الفكرة في الغوص بالمياه المصرية تم رفضها في البداية، ولكن مع إصرارها تمت الموافقة على تنفيذ المشروع في شرم الشيخ.
*ما هي الصعوبات
التي واجهت المشروع؟
بالطبع، واجهنا بعض الصعوبات، فقد أستمرت التجارب على المشروع لمدة ثلاث سنوات، بداية من أواخر عام 2010، وحتى حصولها على براءة الاختراع في أغسطس عام 2013.
وأضاف: «قمنا بأكثر من 60 دورة غوص، وليست واحدة كما يعتقد البعض، أو كما يظهر بالفيديو الترويجي للمشروع الذي يمتلك المشروع "داتا" تقدر بنحو 85 جيجا، من الصور والفيديوهات الخاصة بالمشروع، وبالفعل، استطعنا النجاح في النهاية وقامت اللجنة الأولمبية بمنحها "الضوء الأخضر" لتنفيذ الفيلم التسجيلي الذي سيعرض في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية».
*ما هو ردك حول
الأقوال التي تتحدث عن خطورة الموافقة على مثل هذا المشروع؟
في البداية، استمر هذا المشروع لمدة ثلاث سنوات، وشارك به فريق مصري، وآخر إنجليزي، وكان هناك فريق طبي كامل يتابع الحالة الصحية لسوزان، ومن المستحيل أن يتم تنفيذ مثل هذا المشروع دون موافقة "طب الأعماق" أو أطباء المتخصصين في عمليات الغوص.
وأضاف: «في مصر، كان الإشراف الطبي برئاسة الطبيب عادل طاهر، والملقب بالأب الروحي لطب الأعماق، وهو واحد من امهر أطباء الأعماق في العالم، كما أنها جاءت لمصر برفقة كونسلتو طبي خاص بها، أجروا لها الاختبارات اللازمة وسمحوا لها بالغوص».
أما عن التعليقات السلبية حول مشاركته في المشروع، أوضح سلمان قائلا: «للأسف، تلقيت اتهامات من مدربين غوص، بالشروع في قتل سوزان، وهو ما سبب لي الحزن، كونهم اتهموني بارتكاب جريمة لم ارتكبها».
وأضاف: «في مصر، لا يمكن لأي شخص الغوص إلا بعد الحصول على شهادة طبية من طبيب متخصص لتحديد مدى العمق المسموح له بالغوص ونوع الغاز المناسب له».
*في حال عدم معرفة الشخص بمشكلة صحية لديه والإمضاء على التعهد الطبي.. ما هي المسؤولية الواقعة على الغواص؟
تقع المسؤولية الكاملة على الشخص الذي قام بإمضاء التعهد الطبي، وهذا يعني مسؤوليتك الكاملة عن المعلومات الواردة بالتعهد والتي تؤكد عدم إصابتك بأي مشكلة صحية تمنعك من ممارسة الغوص. وبالتلي، تقع المسؤولية القانونية على عاتق الشخص الذي قام بإمضاء التعهد الطبي، حيث يعتبره القانون قرار بالانتحار، كما أنه في حالات التأمين يسقط التأمين المستحق.
وفي حال حدوث مشكلة أثناء الغوص، أوضح سلمان الاجراءات المتبعة قائلا: «في حال ظهور مشكلة على الفور نقوم بالاتصال بالغرفة الطبية، والمسؤول عنها الدكتور عادل طاهر، والذي يقوم بإرسال سيارة الإسعاف لنقل الشخص لتلقى الإسعافات اللازمة».
وأكمل سلمان:
«في الواقع، هناك من يتعمد إخفاء المشاكل الصحية بهدف الانتحار أثناء الغوص، ولقد
صادفتني حادثتين أثناء عملي، حيث حاول البعض الانتحار بهذا الشكل».
إقرأ أيضًا..
