«الآثار» ردا على كليوباترا السمراء: هذه الملامح الحقيقية للملكة المصرية
الخميس 27/أبريل/2023 - 09:01 م
كمال الناحل
أصدرت وزارة السياحة والآثار بيانا ناريا للرد على انتاج منصة نتفليكس فيلما عن الملكة كليوباترا، وتجسد فيه دور البطولة ممثلة بملامح أفريقية وبشرة سمراء اللون، وفندت "الآثار" في بيانها مزاعم الأفروسنتريك حول أصول الحضارة المصرية ومحاولات تزييف التاريخ.
فيلم كليوباترا وثائقي وليس دراميا
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن ظهور بطلة فيلم الملكة كليوباترا بملامح أفريقية وبشرة سمراء اللون، يعد تزييفا للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة، خاصة وأن الفيلم مصنف على أنه وثائقي وليس عملا درامي، ما يعني أنه يتعين على القائمين على صناعته ضرورة تحري الدقة والاستناد إلى الحقائق التاريخية والعلمية بما يضمن عدم تزييف تاريخ وحضارات الشعوب.
آثار الملكة كليوباترا
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه كان يجب الرجوع إلى متخصصي علم الآثار والانثروبولوجيا عند صناعة مثل هذه النوعية من الأفلام الوثائقية والتاريخية والتي تكون شاهدة على حضارات وتاريخ الأمم، وأن هناك العديد من الآثار التي تخص الملكة كليوباترا من تماثيل وتصوير على العملات المعدنية التي تؤكد الشكل والملامح الحقيقية لها، والتي جميعها تظهر الملامح الهلينستية “اليونانية” للملكة كليوباترا من حيث بشرتها ذات اللون الفاتحة والأنف المسحوب والشفاه الرقيقة.
الدفاع عن تاريخ الملكة كليوباترا السابعة
وشدد "وزيري" على أن حالة الرفض التى شهدها الفيلم من قبل عرضه، سببها الدفاع عن تاريخ الملكة "كليوباترا السابعة" والذي هو جزء هام وأصيل من تاريخ مصر القديم، وبعيدا عن أي عنصرية عرقية، مؤكدًا على الاحترام الكامل للحضارات الإفريقية ولأشقائنا فى القارة السمراء التي تجمعنا جميعا.
الملكة كليوباترا ذات بشرة فاتحة اللون
أما الدكتور ناصر مكاوي، رئيس قسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة، فاستنكر ظهور ظهور الملكة كليوباترا في هذا الفيلم بهذه الهيئة، الذي يتنافي مع أبسط الحقائق التاريخية وكتابات المؤرخين أمثال بلوتارخوس وديوكاسيوس والذين سجلوا تفاصل التاريخ الروماني في مصر في عهد الملكة كليوباترا والذين أثبتوا أنها كانت ذات بشرة فاتحة اللون وأنها ذات أصول مقدونية خالصة.
أصول الملكة كليوباترا السابعة
ولفت رئيس قسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة، إلى أن الملكة كليوباترا السابعة تنحدر أصولها من أسرة مقدونية عَريقة حكمت مصر ما يقارب من 300 عام، وان تلك الأسرة أسسها الملك "بطليموس الأول" وهو أحد القادة المقدونيين بجيش "الأسكندر الأكبر" والذي آلت إليه ولاية مصر بعد بوفاة "الأسكندر" وأسس الأسرة البطلمية.
وقال "مكاوي" إن بطليموس الأول تزوج من الملكة "برنيكي الأولى" ذات الأصول المقدونية أيضا، وأنجبا الملك "بطليموس الثاني" حيث استمر من بعده أبنائه وأحفاده الملوك فى التزاوج من أخواتهم الإناث طبقا لعادات ذلك العصر، حتى ملكة "كليوباترا السابعة" وأخيها “بطليموس 14”، ليحافظوا على نقاء عرقهم المقدوني خلال كل هذه الفترة الزمنية.
دراسات الانثروبولوجيا البيولوجية والحامض النووي
وقالت الدكتورة سامية الميرغني، مدير عام مركز البحوث وصيانة الآثار بالمجلس الأعلى للآثار سابقا، إن دراسات الانثروبولوجيا البيولوجية ودراسات الحامض النووي التي تم اجراؤها على المومياوات والعظام البشرية المصرية القديمة، بينت أن المصريين لا يحملون ملامح أفارقة جنوب الصحراء سواء في شكل الجمجمة وعرض الوجنات والأنف واتساعه وتقدم الفك العلوي، أو حتى في الشكل الظاهري للشعر ونسب أعضاء الجسد وطول القامة وتوزيع وكثافة شعر الجسد.
وأن ما نشاهده من تنوع كبير بين ملامح الشعب المصري، يرجع إلى قدم عمر تلك ه الأرض واستقرار سكانها وإذابتهم لكل غريب داخل بوتقتهم.
ملامح المصريين
وتابعت "الميرغني" أن جميع النقوش والتماثيل التى تركها لنا قدماء المصريين على المعابد والمقابر صورت المصريين بملامح أقرب ما يكون بالمصريين المعاصرين من حيث لون العين والشعر والبشرة ودرجة نعومة وكثافة الشعر لدي الرجال والنساء، وحتي لون الجلد ووجود نسبة من العيون الملونة، والتي تم تصويرها في بعض تماثيل الدولة القديمة، وحتي بعدما تغيرت بعض تقنيات التحنيط في الأسرة 21 وبدأوا في طلاء جلد المومياء ليبدو كما في حياتها الأولي، تم طلاء جلد الرجل باللون الطوبي وطلاء جلد المرأة باللون الأصفر الفاتح، الأمر الذي يؤكد أن ما تم رسمه وتأكيده علي الجدران هو حقيقة دامغة سجلها المصرى القديم عن نفسه.
عرق الملكة كليوباترا
وقالت الدكتورة كاثرينا مارتينيز، رئيس بعثة الدومينيكان والعاملة بمعبد تابوزيريس ماجنا بغرب بمدينة الإسكندرية، إنه برغم من وجود أراء متضاربة حول عرق الملكة كليوباترا، إلا أنه من اثابت أنها مولودة في مصر في عام 69 ق.م من أصل مقدوني.
وأشارت إلى أنه بالرجوع إلى التماثيل والعملات التي تركتها لنا الملكة كليوباترا، نجد بما لا يدع مجالا للشك على ملامحها الهيلينستية وهو ما يظهر واضحا في التمثال النصفي المصنوع من الرخام، والمحفوظ في متحف برلين من القرن الأول قبل الميلاد، والذي تظهر فيه الملكة كليوباترا وهي ترتدي إكليلا ملكيا وعينان لوزيتان والأنف مسحوب والشفاه رقيقة، بالإضافة إلى تمثال نصفي آخر محفوظ في الفاتيكان يظهر الملكة كليوباترا بملامح ناعمة، ورأس من الرخام تظهر فيها وهي ترتدي غطاء الرأس، فضلا عن عدد من العملات التي تظهرها بنفس الهيئة الهيلنستية. ونقدم لكم من خلال موقع هير نيوز، أخبار وتقارير، صاحبة المعالى، منوعات، فن وثقافة، كلام ستات، بنات، هير فاشون، حوادث، رياضة، صحتك، مال وأعمال، توك شو، مقالات، دنيا ودين.