الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

رمضان 2023| «الميلس وحق الليلة» عادات إماراتية في الشهر الكريم

الجمعة 31/مارس/2023 - 10:31 م
هير نيوز

شهر رمضان المبارك في دولة الإمارات له عاداته وتقاليده وطقوسه وذكرياته في كثير من جوانب الحياة التي يعيشها الجميع وتلك العادات والتقاليد والطقوس الرمضانية تختلف في الإمارات عن سائر أشهر السنة إذ إنه شهر صلة الرحم واللقاءات الأسرية وجلسات السمر حتى السحور.

ولرمضان في الماضي نكهته المختلفة، فمع قدومه كل عام تعود ذاكرة الآباء والأجداد إلى الوراء عشرات السنين لتسترجع بعض الذكريات الجميلة والأحداث الأجمل المرتبطة بهذا الشهر الفضيل والتي كانت تُضفي عليه سعادة وتميزاً.



حق الليلة


كان الاحتفال بمجيء رمضان قديما يبدأ من ليلة النصف من شعبان والتي تعرف باسم «حق الليلة»، وقضت العادة في الإمارات بأن يتجمع الأطفال بعد صلاة المغرب بملابسهم التقليدية، فالبنات بالملابس المطرزة والصبيان بـ«الكندورة» والطاقية المطرزة بخيوط الذهب، يحملون على رقابهم كيساً من القماش يسمى «الخريطة»، ويمشون جماعات تتوقف على البيوت وتبدأ بترديد الأهازيج لحث أهل البيت على منحهم المكسرات والحلويات، وهم ينشدون: «عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم».

ويتم استقبال رمضان باحتفالية مبهجة وجرت العادة على الاجتماع لدى كبير العائلة، سواء الجد أو الأب على مائدة واحدة، ويحرص أفراد العائلة أو الضيوف المدعوون على إعداد أطباق خاصة وجلبها معهم لمشاركتها مع الجميع، وهذه عادة أصيلة لا تزال حاضرة في وجدان الكثيرين. العادات الرمضانية في الإمارات، لم يطرأ عليها تغيير تقريباً منذ أجيال، فكما كان الأمر سابقاً تبدأ الاستعدادات قبل أيام من الشهر الفضيل بتحضير مستلزماته، وتجهيز المجالس لاجتماع العائلة والجيران، ثم شراء وتجهيز «المير»، وهي عادة إماراتية أصيلة، تقدم فيها الهدايا للأهالي والأصدقاء، كنوع من صلة الرحم، ورمضان في التراث الشعبي الإماراتي، لا تختلف مظاهره كثيراً عن الحاضر، فهي نفسها مظاهر فرح الصغار والتكافل الاجتماعي وصلة الأرحام، تعيدنا جميعها للعيش في أجواء الماضي، بدفئه وتسامحه وأصالته، ولا تزال عادة التزاور، بين الأهل والجيران، من أبرز العادات الباقية.

الهلال


عندما يقترب موعد الشهر يجتمع الرجال كل يوم بعد صلاة المغرب ويشكلون فريقاً ويكون من بينهم رجال موثوق بهم لتحري الهلال إذ يكون من بينهم أكفأ الحفظة لكتاب الله والمطاوعة المشهود لهم بالدقة في التحري وإذا ثبت رؤيته يتم الإعلان عن ذلك بواسطة إطلاق المدفع للأعيرة النارية والتي تعبر عن ثبوت الرؤية فيتبادل الجميع التهاني بحلول الشهر الفضيل ويتباركون بقدومه ويهنئ بعضهم البعض ويستعدون لتجهيز وجبة السحور التي عادة ما تتكون من العيش والتمر والقهوة.

وكان البدو يتحرون رؤية هلال رمضان بشوق ولهفة حيث يجتمع رجال البادية لتحري هلال الشهر وينتظرون الهلال بفارغ الصبر حتى لو كانت الغيوم تحول دون رؤيته ينتظرون إلى أن تتضح الرؤية ويطلقون طلقات نارية من بنادقهم استبشاراً بهذه المناسبة ويتبادلون التهاني.

الطقوس التي كانت تمارس في رمضان تعطيه بريقاً خاصاً وأهمها الإفطار الجماعي والإفطار في الشوارع وفي الشهر المبارك يحرص الجميع على أداء الصلاة جماعة في مسجد واحد ومبادرة من يتيسر لديهم من الطعام والقوت والنعمة على الزكاة والصدقات للمساكين والفقراء وهذه ميزة يتميز بها أبناء الإمارات ما يدعو إلى الرحمة والتكافل والتعاون بين الجميع.



كل ذلك يؤثر في الإحساس القوي ببركة شهر رمضان وحكمته الدينية فموائد الإفطار في كل مكان، والمساجد تمتلئ بالمصلين خاصة في التراويح، ومجالس الذكر والحديث تجدها في كل مكان، فيتجمع الشباب وأهل الربع يتجاذبون أطراف الحديث ويتبادلون الأخبار والذكريات وتناول القصص الفكاهية والتاريخية والدينية والفكاهية.

وتنتشر المجالس المعروفة باسم «المِيْلَس» أو «الديوانية»، خلال الشهر الكريم، ويجلس صاحب الدار في صدر مجلسه لاستقبال زائريه، تعتبر المجالس في الماضي ملتقى أهل المنطقة، فيتبادلون أخبار الغوص والأسفار أو إنشاد الشعر، وكانت المجالس تبقى مشرعة حتى وقت السحور.

واشتهرت العديد من الألعاب الشعبية الخاصة بالشهر الكريم، مثل لعبة الخاتم بين لاعبين أو لاعبتين، ولعبة «الصوير» وهي من الألعاب الجماعية، ولعبة المدافع، والمريحانة، كما كان للأطفال أجواؤهم الخاصة، فهو الشهر الوحيد الذي يسمح لهم فيه بالخروج من البيت واللعب بعد صلاة المغرب، ولرمضان ألعابه، مثل «عُظَيم لوّاح» و«المدفع» و«عمبر» و«يوريد» و«الهول» و«المسلسل».

ads