رمضان 2023| الفاسوخ وحلق الشعر عادات موريتانية في الشهر الكريم
السبت 25/مارس/2023 - 07:31 م
وائل كمال
مثل غيرهم من الشعوب الإسلامية ينظر الموريتانيون إلى شهر رمضان المبارك بالكثير من التقدير والتقديس، ويستقبلونه بمزيد من الحفاوة والترحاب.
ويتهيأ الموريتانيون لاستقبال الشهر الفضيل، ويحرص الناس فيه على إخراج الصدقات، وصلات الأرحام، كما ينتظره الأغنياء والموسرون بزكواتهم طلبا لمضاعفة الأجر والثواب.
ويختص رمضان بالكثير من الشعائر والطقوس الدينية والعرفية التي قد لا ينفرد بها الكبار دون الصغار.
ولتهيئة الصغار والمراهقين للمشاركة في "أجواء" رمضان يتم حلق رؤوس الأطفال في مستهل الشهر الكريم تيامنا وتبركا، وعادة ما تستمر هذه العادة مع الأطفال حتى سن العاشرة من أعمارهم، كما يلزم الأطفال بإعادة ختم القرآن عدة مرات خلال شهر رمضان.
أغلال الشياطين
وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان أو ليلة القدر كما يطلق الموريتانيون عليها تحتل مكانة خاصة في المخيلة الشعبية، وينسج حولها الكثير من الروايات التي يمتزج فيها الخيال بالحقيقة والواقع بالأسطورة، ففيها يختمون القرآن وتمثل تلك المناسبة خصوصا لدى بعض أهل القرى والأرياف فرصة لإحضار أوانيهم وملابسهم حتى ينفث لهم إمام التراويح فيها بعد انتهائه من ختم القران ودعائه، ويحرص بعضهم على إحضار "حفنة" من تراب المسجد ينفث فيها الإمام، وتحتفظ بها الأسرة لتحصين وتعويذ أبنائها ضد الأرواح الشريرة.
ويعتقد الموريتانيون -استنادا لنصوص شرعية- أنه في تلك الليلة أيضا يفرج عن الشياطين بعد تصفيدهم طيلة شهر رمضان المبارك، لذلك يحرص بعضهم على إيقاد نوع خاص من البخور (الفاسوخ، أو آمناس) في كل جوانب البيت ونواحيه، اعتقادا منهم أنه يطرد الشياطين، كما يتم الاحتفاظ بالأطفال داخل البيوت خوفا عليهم من تأثير الشياطين "المتحفزة" في تلك الليلة لإلحاق الضرر بالبشر.
ويبقى رمضان في موريتانيا إلى ذلك فرصة للعبادة والتعلم وبذل الخير للناس، كما هو في نفس الوقت فرصة لتبادل الزيارات بين الأرحام والجيران، وتصفية ما علق من مشاكل وخصومات.