محمود عبد الحليم يكتب: اهزم دخانك.. واغتنم رمضانك

كل عام وأنتم جميعا بألف خير، رمضان شهر الخير والمغفرة والرحمة والروحانيات وصلاة التروايح وصلة الرحم والعزومات والكنافة وكل شيء جميل في حياتنا، أهلا رمضان نرحب بك ونحن سعداء ومسرورين بقدومك، والله إنك شهر جميل نتقرب فيه إلى الله عز وجل ونطمع في كرمه وعفوه ورضاه ونتجب المعاصى ونلهث للطاعات ويتصالح كل متخاصم ويعفو كل مظلوم ونبتسم جميعًا كل منا في وجه الآخر، هذا الشهر كله خير.

حديث الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة".

ولكن البعض مع الأسف لا يغتنم هذه الفرصة العظيمة، ولذلك عليكم جميعا الصبر والتريث في الانفعال، قد لا يستحق الموضوع كل هذا الانفعال أو الغضب.

إلى كل زوجة زوجها مدخن، عليك التعامل معه بلطف وعدم الجدال معه، حتى وإن كان على خطأ لأنه بعد الإفطار سوف يكون شخصًا آخر تمامًا.

على الزوج كذلك محاولة الهروب من مواجهة وتصعيد المشاكل، حاول بقدر المستطاع أن تكون صاحب بال واسع ولا داعى للعصبية حتى لا تكون مصدر نكد وهم على أسرتك.

وإليكم هذه القصة..

في أحد البيوت المصرية زوج يدخن بشراهة، جميع أفراد عائلته يعملون ألف حساب له، تحديدًا في شهر رمضان، لأنه عصبي جدًا جدًا ولا يتحمل كلمة أو هفوة من أحد، جلس معه ابنه الكبير وقال له: "لأبى، إيه رأيك تجلس فى الجامع طوال اليوم تقرأ القرآن وتصلى على النبى صلى الله عليه وسلم".

تعجب الأب من كلام ابنه وابتسم ابتسامة بها مسحة من الحزن وقال له: يا بني أنت تريد مني أن أكون بعيدًا عنكم في رمضان، ولا أفرح بجلوسكم معي، ودمعت عيون الأب، لم يتمالك الابن، سقطت دموعه أيضًا، واحتضنه وقال له: "لا يا أبي أنت الخير والبركة، ولكن أنت عصبي جدا في رمضان، تحديدًا أعلم أن ذلك بسبب المعلونة السجائر, ولكن نحن لا نريد أن تفقد ثواب صيامك, وأعلم أنك تحبنا جدًا ولكن أنت في رمضان شخص آخر تمامًا".

تنهد الأب وقال: "سوف أحاول أن أكون هادئًا هذا الشهر، ولكن أنا غصب عني، ما رأيك سوف أفطر رمضان في المسجد أو في العمل"، وهنا يبكى الأبن ويحتضن والده ويردد: "وهل يكون لرمضان طعم من غيرك يا أبى الحبيب، نحن سوف نتحملك على العين والرأس يا أبي".

وتركه الابن وانصرف، وعاد الأب الى الوراء سنوات عدة، وتذكر والده حينما كان يجعلهم في حالة من الضيق بسبب عصبيته في رمضان أيضًا، وقال هو يوما لوالده نفس كلمات ابنه، وهنا ضرب الرجل كفًا بكف وردد: "كما تدين تدان، وكما قلت يقال لك هذه هى الدنيا، سلف ودين، وعاهد الله أن يكون لرمضان 2023 طعم مختلف تمامًا وسوف يحنو على أسرته وأولاده وزوجته، هل ينجح الأب؟.. الله أعلم.

على كل المدخنين محاولة التغلب على العصبية الزائدة في رمضان والتحكم في نفسك حتى يكون رمضان شهر الخير والحب والمغفرة.