ديما الأكتع| فقدت ساقها في الحرب فشاركت في سباقات الجري لجمع التبرعات
الأربعاء 15/مارس/2023 - 11:32 ص
أمل هلالي
تقوى وتزداد العزيمة في أوقات الشدة، كما تزداد الرغبة في لحظات الانكسار والضعف، ثم ما نلبث إلا أن نقف من جديد، فبرغم الويلات والحروب، وخسارة أعز ما نملك أحيانًا نجد أنفسنا نواصل المضي قدمًا ولم نفقد الأمل.
فبرغم كل المعوقات، اختارتها هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" في قائمتها التي تضم 100 امرأة الأكثر إلهاما وتأثيرا حول العالم لعام 2022، بالنسخة العاشرة للمبادرة التي تركز على الإنجازات التي تحققها النساء، لتكون بذلك المرأة العربية الوحيدة من بين تسع نساء في المنطقة العربية، فقد واصلت مسيرها نحو تحقيق أهدافها في سباق الركض إنها العداءة السورية ديما الأكتع.
من هي ديما الأكتع؟
ديما الأكتع عداءة سورية تبلغ من العمر 28 عاماً، بترت ساقها اليسرى في نهاية 2012 بعد سقوط قذيفة على منزلها في بلدة سلقين بريف إدلب، ما أدى لحرمانها من الرياضة الأحب لقلبها وهي الركض.
اضطرت ديما هي وعائلتها إلى اللجود إلى لبنان قبل أن تحصل في 2017 على حق اللجوء في بريطانيا، حيث أجرت عملية حصلت بها على ساق اصطناعية رياضية تمكنها من التدريب والعودة لممارسة الجري.
تدريبات ديما بالأطراف الصناعية
حاملة ساقها الاصطناعية الخاصة بالجري على ظهرها، تسافر ديما أسبوعياً إلى لندن لتتدرب مع مدرب خاص، إضافة لتدريب فردي لأربعة أيام في الأسبوع، وتقول: "الشغف بما نفعله يسهل كثيراً الأمور، التدريب مع الطرف الرياضي ليس سهلاً، يجب تدريب العقل عليها، ولكنني أتطور يوماً بعد يوم".تواجه ديما صعوبة العودة للرياضة بساق مبتورة ولكنها قالت: "لأكون صريحة، لقد فقدت جزءاً غالياً من جسمي، أردت أن أثبت للذين قالوا لي كيف وأين ستركضين بساق واحدة؟ أنني قادرة"، وتضيف: "أنا اليوم أحب نفسي أكثر، وسعيدة داخليا، لم أكن هكذا سابقا".
وشاركت ديما في سباقين للمشي ببريطانيا بهدف جمع التبرعات للاجئين في مخيمات اليونان والأردن، بما فيهم الأطفال من مصابي الحرب "لا شيء يحدث في حياة الشخص من دون غاية، أو يمر هباء، هناك درس لتتعلمه، لكي تحول الخسارة إلى أمل أو دافع أو درس".
اختيارها لتحكي تجربتها من خلال "فيديو كليب"
ونالت ديما الأكتع شهرة واسعة بعد اختيار المطربة البريطانية آن ماري لها لتصوير أغنية "Beautiful" التي حصدت حتى الآن 3.8 مليون مشاهدة في يوتيوب، ويحكي الـ"كليب" قصة ديما منذ إصابتها حتى رحلة التأهيل ودعم العائلة وإصرارها للمشاركة في سباق والمشي لميل واحد.وتكمل ديما الآن دراستها الجامعية باختصاص التصميم الداخلي في بريطانيا، وتستمر بالتدرب لتحقيق حلم المشاركة في الألعاب البارالمبية.