تقدير عالمي لدور المرأة في المجتمع
الثلاثاء 14/مارس/2023 - 07:00 م
خديجة فاروق المطري
يحتضن العالم اليوم احتفالًا نوعيًا بالمعنى الضمني لتقدير المرأة، لدورها الفاعل في صيرورة الحياة متعددة الآفاق، في رفد أعداد كبيرة من البشر على كوكب الأرض، وتزويدهم بما يناسب من أدوات التربية والتعليم والرعاية، بشكل محدث إبداعي يواكب تطورات العصر التقنية والرقمية في عالم وصل إلى مرحلة الثورة الصناعية الخامسة.
ناهيك عن دورها الإنجابي الطبيعي، فهي ترتقي بأدوار أخرى في الحياة ناضلت من أجلها، لتزهر معها كينونة المجتمعات من تنمية، وتعليم، ونهضة وازدهار، وتطوير الذات، فتبوأت عددًا من المراكز الرفيعة اتسمت بحس الإبداع والتميز، بعدَ عناءِ ماضٍ، استقبل بنجاحات وتيرة اليوم والغد. فما أرقى عالم المرأة الذي يتطلب منها لعب أدوار عديدة، يهبها مكانة استثنائية في عصر مجنون وعاصف بثوراته الإنسانية والتكنولوجية. أخذت مكانة المرأة تتطور تدريجيًا مع الزمن، لكنها ما زالت تتسم بالضعف والترهل داخل مجتمعات لا تعترف إلا بالجنس الذكوري، وهي عبارة عن تقاليد وأعراف مجتمعية، ما زالت تتنفس ماضي منظومة الآباء والأجداد.
في يوم المرأة نضيء شمعات النصر، على كل القيود التي أربكتها في زمن ماض غير منصف لها، مؤكدة نجاحها بعد نضالات واجهت خلالها عنف محيطها بإرادة صلبة، ودخلت معاركها فانتصرت ونجحت.
ونجح العالم كله، في مباركة هذا اليوم المعروف بتاريخه الاحتفالي في 8 مارس من كل عام، ليحتفل معها بعرس الظفر العادل والشامل لكينونتها، والحصول على حقوقها الإنسانية وكرامتها تساويًا مع الرجل.
نقول للمرأة الأم، العاملة، المجاهدة، والمناضلة لكلمة الحق، أنت الوجه النضر.
إن تعثرت لحظة، ستنجلي لحظات، وإن حزنت ساعة ستفرحين ساعات.
لقد غدوت اليوم منارات التطور والازدهار.
لقد غدوت بوابات الأمل التي تنتظرها الأجيال.
لقد غدوت الفكر المنير، ورفد ثقافة التنوع في عالم يضجّ بالاختلاف.
لقد غدوت صانعة الأخلاق، والآداب، وكل صفات الرحمة، والحنان.
لقد غدوت المطر اللطيف الذي ينبت الخير في أرض بوار.
لقد غدوت القمر المنير في عتمة دروب أفلت إلى زوال، وشمس تدفئ بلهيبها من يمر بجانبها، ونور يسطع كل درب يعج بالحياة.
لقد غدوت الضياء، والجمال، والحنان، والقلب العطوف، لكل من اقترب من طيفك الوقَّاد.