الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

إدمان وانطوائية| «السوشيال ميديا» تصيب الأسرة والمجتمع بآفات خطيرة

الثلاثاء 14/مارس/2023 - 11:13 ص
السوشيال ميديا
السوشيال ميديا

بقدر ما يحمل اسمها من معانٍ كثيرة عن التواصل الاجتماعي، إلا أنها على أرض الواقع أحدثت فجوة كبيرة بين أفراد المجتمع، بل وفي داخل الأسرة المصرية الواحدة، لذلك أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تهدد الاسرة والنشء الصغير كونها بدون رقابة حقيقية واصبحت في يد الجميع.

تحذير رئيس جامعة الأزهر


 الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، حذر من الانسياق وراء مواقع التواصل الاجتماعي، خلال كلمته بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، وذلك خلال فعاليات المؤتمر الدولي العلمي الرابع لكلية أصول الدين، والذي يُقام  تحت عنوان: «وسائل التواصل الحديثة بين المكتسبات الحضارية والثوابت الاجتماعية من منظور إسلامي».


وقال: إن البحوث المقدمة في المؤتمر بما تنتهي إليه من نتائج وتوصيات هي مشاركة فعالة للأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في القضايا المعاصرة وتجديد الخطاب الديني وأداء واجب الوقت.


وأضاف، «شهد العالم في الأعوام القليلة الماضية طفرةً هائلةً في تطوير وسائل التواصل الاجتماعي، ويعتبر الأصل في هذه الوسائل أن تعين على التواصل بين أفراد الأسرة وأفراد المجتمع، ولكن آل أمرها إلى أن تكون وسائل للتقاطع الاجتماعي».

رئيس الجامعة تابع: «أصابت تلك المواقع الأفراد بالعزلة والانطوائية، وأصابت الأسرة ببعد أفرادها عن بعض، وأصابت المجتمع بآفات خطيرة، وكان تعامل السواد الأعظم من المجتمع معها شبيهًا بالإدمان، حتى قامت بعض المنظمات المعنية بالتحذير من خطر الإدمان الإلكتروني؛ لأنه لا يقل خطرًا عن إدمان المخدرات».

وقال داود: «تدميرَ هذه الوسائل للوقت وتضييعها للأعمار لم يقتصر على النشء الصغير فقط، بل ضيعت كثيرًا من أوقات الكبار وفرضت بينهم وبين قراءة الكتب التي هي مستودع العلوم حجابًا مستورًا، وباتت الكتب المطبوعة تشكو بُعْدَ القراء وجفاءهم، منبهًا إلى عدد من الموبقات التي أهلكت الناس في وسائل التواصل الاجتماعي والتي يأتي أغلبها مما تغص به من نشر للشائعات وإشاعة الفواحش والإباحية في المجتمع، وقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾(النور: 19)».



وأشار إلى أن تيسير الدخول على هذه المواقع التي تنشر الفاحشة، إنما هو فتنة وابتلاء ليعلم الله من يخافه بالغيب، وإن أكبر ما تجره وسائل التواصل الاجتماعي من أضرار هو نشر الأخلاق الذميمة.


وأكد أن صلاح الإنسان مرهون بحُسْنِ خُلُقِه، وصلاحُ الأمم مرهون بصلاح الإنسان؛ فإذا صَلَحَ الإنسانُ أَصْلَحَ كُلَّ شيء، وإذا فسد الإنسانُ أفسد كل شيء، فكل عمل يهذب سلوك الإنسان ويُقَوِّمُ نَفْسَه ويصلح رُوْحَه وجسمه يصب في النهاية في خدمة المجتمع الذي يعيش فيه وفي خدمة الأمة وخدمة الإنسانية.

ads