دراسة صادمة عن تسبب الصراع الجنسي للذكور في فناء الإناث
أعد باحثون من إمبريال كوليدج لندن ومن جامعة لوزان، دراسة نُشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، حول كيف يمكن لما يسمى بـ"الجينات الجيدة" أن تتسبب أحيانا في انهيار السكان.. مشيرين إلى أنه يمكن للذكور من الأنواع التي تتطور في سمات الصراع الجنسي، أن تسبب مشاكل للإناث، وفي النهاية، لجميع السكان.
يتنافس الذكور من أي نوع على الإناث، إما عن طريق محاربة الذكور الآخرين للوصول إلى الإناث أو إقناع الإناث وكسب موافقتهن، وفي كلتا الحالتين، فإن الذكور الذين يعبّرون عن السمات الأكثر تنافسية، مثل أفضل الحلي (ريش الطاووس على سبيل المثال)، أو أفضل الأسلحة (حجم الجسم الكبير على سبيل المثال)، يصلون إلى المزيد من الإناث.. وللحصول على أفضل الصفات، يجب أن يكون الذكور في حالة جيدة، على سبيل المثال يعانون من الأمراض أقل.
يزداد انتشار "الجينات الجيدة" في جميع أنحاء الحيوانات، ما يؤدي إلى التحسن في الحالة ككل، بمرور الوقت، مع تزاوج الذكور الذين يتمتعون بحالة أفضل مع عدد أكبر من الإناث، ومع ذلك، يمكن أن يأتي هذا بنتائج عكسية، فيمكن للسمات التي تزيد من تحسين البراعة التنافسية للذكور أن تلحق الضرر أيضا بالإناث.
على سبيل المثال، بعض ذكور الحشرات طورت ذكورا تمزق أحشاء الإناث، وفي العديد من الأنواع، بما في ذلك الثدييات، تطور الذكور في مضايقتهم الإناث لحثهن على التزاوج، وهذه السلوكيات تقلل من خصوبة الإناث أو قد تقتلها.
نظريات المنافسة الجنسية
الدراسة اختبرت نظريات المنافسة الجنسية حيث يؤذي الذكور الإناث، وقارنت النتائج مع بيانات التجارب السكانية المختلفة.. وأظهرت التجارب السابقة روايات متضاربة حول ما إذا كان الاختيار الجنسي إيجابيا أم سلبيا للسكان ككل، ويقدم النموذج الجديد تفسيرا للسبب في أن بعض التجارب تظهر تحسن حالة الذكور، دون تحسن لياقة الإناث أو بقاء السكان جنبا إلى جنب.
المؤلف الأول للدراسة الدكتور إيوان فلينتام، من إمبريال كوليدج لندن وجامعة لوزان قال: عندما يطور الذكور سمات أنانية تساعدهم على الفوز بشكل فردي، يمكن أن ينتهي بهم الأمر في الواقع إلى التسبب في انهيار السكان، إنه شكل من أشكال الانتحار التطوري.. وحتى عندما تتطور الإناث لمواجهة أذى الذكور ومنع الانهيار السكاني، ما يزال عدد السكان يتناقص بشكل كبير، ما يقلل من قابليتها للحياة.
وأضاف، أن التفاعلات الجنسية مثل هذه هي عنصر مهم لفهم التركيبة السكانية والحفاظ عليها، على سبيل المثال، حيث يوجد عدد أكبر من الذكور، تشتد المنافسة الجنسية، ما يعني أن الضرر الذي يلحق بالإناث أكثر احتمالا، وينطبق هذا أيضا على التجمعات التي يديرها الإنسان، على سبيل المثال سمك الشبوط الذي تتم تربيته في المزارع، حيث يجب عزل الذكور والإناث أثناء موسم التفريخ.
البروفيسور فنسنت سافولاينن، مدير مركز جورجينا
ميس للكوكب الحي في إمبريال كوليدج لندن، والمشرف على المشروع والمؤلف المشارك
للدراسة قال: تطور ضرر الذكور في الطبيعة كشيء من المفترض أن يكون جيدا، ولكنه يضر
بالإناث وجميع السكان، أسئلة مثل كيف ولماذا يحدث هذا لا يمكن الإجابة عليها إلا
من خلال الأساليب الكمية، البيانات والنماذج الرياضية التي يمكن أن تكون بنفس
أهمية الدراسات الميدانية.
اقرأ أيضا..