دراسات حديثة تحذر الأمهات من الاعتماد على الحليب الصناعي فقط
لا يستطيع أحد أن يختلف على أهمية الرضاعة الطبيعية للأم وللمولود الجديد، إذ تنصح منظمة الصحة العالمية أن يتم إرضاع الصغير لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ويعد هذا الأمر من الأمور التي تساهم في سرعة تعافي الأم واسترداد صحتها مرة أخرى بعد الولادة.
فوائد الرضاعة الطبيعية
كما تعمل الرضاعة الطبيعية على تزويد الطفل حديث الولادة جميع المكملات الغذائية التي يحتاجها حتى ينمو بشكل صحي وسليم، خاصة إذا علمتِ أن حليب الأم الطبيعي يتكون من 87.5% من الماء و7% من السكريات و4% من الدهنيات و0.5% من المغذيات الدقيقية.
وفي بعض الظروف الصحية المختلفة، لا تستطيع الأمهات إكمال إرضاع أبنائهن حتى يبلغوا العامين، وهي الفترة المثالية التي يحددها الأطباء حتى ينمو الطفل بشكل سليم، لذا يتم اللجوء إلى الحليب الصناعي المجفف، الذي يتوفر فيه جميع المكونات التي تساهم في نمو الطفل.
تحذيرات من الحليب الصناعي
لكن أشارت دراسة علمية نشرتها مجلة «ذي لانسيت البريطانية»، تحذر الأمهات من خطورة الاعتماد فقط على الحليب الصناعي، لكونه لا يؤدي ذات الغرض الذي تحققه الرضاعة الطبيعية.
واستندت المجلة البريطانية، على المحاضر الطبي في كلية إمبريال كولدج في لندن، دانيال مونبليت الذي انتقد شركات الحليب إلى التهويل بفوائد الحليب الصناعي المجفف، والقول بأنه يساعد على نمو الطفل وتطور دماغه وتقوية جهاز المناعة لديه، مشيرًا إلى أن الأمر يشبه الخرافة التي يتم تصديقها دون أي دليل.
ولا يمانع مونبليت باستخدام الحليب الصناعي، في حال عدم قدرة الطفل على الرضاعة الطبيعية لأي سبب كان، باعتباره البديل الأفضل المتوفر حتى الآن، لكنه قال لوكالة فراسن برس الإخبارية الفرنسية: "أعارض بشدة التسويق غير الملائم لحليب الأطفال، إذ يقوم معظمه على ادعاءات مضللة غير مُسندة إلى أية أدلة حقيقية، وأطلب من شركات تصنيع الحليب، نشر فوائد حقيقية لما يتم صنعه، بدلاً من التهويل الكبير الذين يقوم به البعض".
ويوصي مونبليت أن لا يتم تصديق الفوائد التي تنشرها بعض شركات تصنيع الحليب على عبواتها، بحيث تصدق الأمهات المكتوب على العبوات وتجهل إرضاع صغيرها الحليب الطبيعي، ولا يقمن بإطعام أطفالهن الحصص الغذائية المناسبة لكل مرحلة عمرية، عبر الاكتفاء بتقديم الحليب لهم، وهو ما يؤدي لاحقاً إلى مشاكل هضمية قد تتفاقم في المستقبل، وهو الخطر الكبير الذي يتم التحذير منه.