«بذكرى رحيل زكي رستم 51» سر انتحار حبيبته وشلل والدته وجنازته الصامتة!
الأربعاء 15/فبراير/2023 - 10:53 م
نور أحمد
دائمًا ما كان يظهر الفنان زكي رستم في أدوار الشر والجدية في مختلف أعماله السينمائية والمسرحية، وهو ما انعكس بالفعل على حياته الشخصية، حيث كان يحظى بشخصية قوية، عوضًا عن شهرته بالوحدة والانطواء والانعزال عن الجميع.
ويصادف اليوم الأربعاء ذكري رحيل الفنان زكي رستم، حيث رحل عن عالمنا يوم 15 فبراير 1972،، وفي السطور التالية نعرض أبرز ما محطات حياته.
ولد زكي رستم يوم 5 مارس عام 1903، وصنف من أهم ممثلي السينما المصرية، حيث تم اختياره من جانب مجلة "باري باتش" كواحد من أفضل 10 ممثلين في العالم.
وولد الفنان زكي رستم، في قصر جده اللواء محمود رستم باشا بحي الحلمية الذي كانت تقطنه الطبقة الأرستقراطية في أوائل القرن الماضي، وكان والده محرم بك رستم عضواً بارزاً بالحزب الوطني، وصديقاً شخصياً للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد. وعلى الصعيد الدراسي نال زكي رستم شهادة البكالوريا عام 1920، ورفض استكمال تعليمه الجامعي على الرغم من أن أمنية والدة هو أن يستكمل تعليمه والالتحاق بكلية الحقوق، لكنه أختار التوجه إلى التمثيل.
تسبب في شلل والدته
حينما قرر الفنان زكي رستم التوجه لمجال التمثيل، سادت حالة من الغضب ضده من جانب أطراف أسرته، حيث حاول الجميع إقناعة بالعدول عن قراره وعدم دخول عالم الفن، خاصة إنه من نجل أبن أسرة ثرية وحينها كان دخول عالم الفن يعتبر وصمة عار بالنسبة للعائلات الثرية.
وعقب قرار الفنان زكي رستم غضب والدته بشكل كبير، وحاولت جاهدة إقناعها بالتراجع عن هذا القرار دون جدوى، فكان هو السبب الرئيسي لإصابتها بالشلل وتدهور حالتها الصحية.
انتحار حبيبته
يعتبر الفنان زكي رستم من أشهر الأشخاص العزاب داخل الوسط الفني، خاصة إنه عاش حياته بأكملها وحيدًا حتى توفى، وذلك بسبب حادث مأساوي عاش تفاصيله بأكمله.
وتعود قصة الحادث المأساوي الذي تعرض له زكي رستم إلى قصة الحب الوحيدة في حياته، حيث عاش مع إحدى الفتيات قصة حب كبيرة، وكان يرغب في الزواج منها، ولكن رفض أهلها كان هو العائق الكبير بينهما.
وعلل والد الفتاة رفضه لأنه "مشخصاتي" ويعمل في مجال الفن والتمثيل، وهو ما كانت ترفضه العائلات الكبيرة قديمًا، وهو ما جعل الفتاة تقرر الانتحار عقب رفض والدها زواجها من زكي رستم.
جنازة صامتة
كان الفنان زكي رستم دائم العزلة الشديدة، ولم يكن له اصدقاء تقريبًا من الوسط الفني أو خارجه وكانت علاقته بزملائه تنتهي بانتهاء التصوير.
وفي السنوات الأخيرة من حياته الفنية عانى من ضعف السمع، وكان يسكن بمفرده في شقة بعمارة يعقوبيان بشارع 26 يوليو ولم يكن يؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من ثلاثين عامًا ، وكلبه الوولف الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية.
وفي عام 1968، قرر الفنان زكي رستم التوقف عن التمثيل والابتعاد عن الوسط الفني، واعتزل الناس بعد أن فقد حاسة السمع تدريجيًا وكان يقضى معظم وقته في القراءة.
وفي عام 1972، أصيب زكي رستم بأزمة قلبية حادة نقل على أثرها إلى مستشفى، ولكن ولم يمشِ في جنازته أحد، ووصفتها الصحافة حينها بالجنازة الصامتة.