«حدث في مثل هذا اليوم» ميلاد مي زيادة صاحبة أشهر قصة حب عذرية
اسمها الحقيقي ماري إلياس زيادة، من أم ناصرية وأب لبناني، انتقلت إلى مصر وعاشت فيها بعد أن عُين والدها محرِّرًا في جريدة المحروسة.
اشتهرت بإجادتها للغات عدة، كما أنها كانت شاهدة على عصر النهضة الثقافية وكذلك الحضارية في القاهرة، وهو الأمر الذي جعلها تعقد ندوة أسبوعية عرفت باسم “ندوة الثلاثاء”، كان يحضرها آنذاك عددًا كبيرًا من أشهر الأدباء والنقاد والشعراء في تلك الفترة، لعل أبرز الحاضرين هم: عباس العقاد، والأديب طه حسين، وكذلك أحمد لطفي السيد، ومصطفى صادق الرافعي، فضلًا عن حضور أحمد شوقي وغيرهم.
قصة حب على الورق دامت نحو 20 عاما
تعلق الكثيرون من الأدباء بمي زيادة، وكتب فيها مصطفى الرافعي قصائد الشعر، أما عباس العقاد فعندما سئل عن أحب النساء إلى قلبه قال سارة ومي زيادة.. وأضاف أن مي برغم تربيتها الأوروبية فإنها كانت تغار على عربيتها غيرة البدوية.
لكن قلب مي زيادة تعلق بآخر أحبته من صميم قلبها دون لقاء، حتى رحلت دون أن تتوج حكايتهما بالزواج، فقد أحبت جبران خليل جبران على الرغم من عدم لقائهما، تعارف مي وجبران عبر الرسائل عندما كتبت مي مقالة تعبر فيها عن رأيها بقصيدة جبران خليل جبران "المواكب"، حيث كانت مي معجبة بأفكاره وآرائه، ثم كتبت له رسالة تعبر فيها عن رأيها أيضا بقصة "الأجنحة المتكسرة" التي نشرها في المهجر عام 1912، واستمرت المراسلات بينهما نحوعشرين عامًا منذ عام 1911 وحتى وفاة جبران في نيويورك عام 1931.
صداقة ثم حب أفلاطوني
في عام 1921 قررت مي زيادة أن ترسل صورتها إلى جبران خليل جبران، الذي رسمها بدوره بالفحم ثم أرسلها إليها، وهو الأمر الذي جعل هذه العلاقة تتحول من مجرد إعجاب كل منهما بأعمال وكتابات الآخر إلى صداقة حميمة ومن ثم عندما تجاوزت مي زيادة الثلاثين عامًا، قررت الاعتراف لجبران بمشاعرها إليه ورغبتها بالزواج منه، وهو الأمر الذي لم يحدث ولكن دام هذا الحب نحو 20 عامًا خلدته رسائل الثنائي حتى بعد رحيلهما.
إحدى رسائل مي زيادة لجبران
“ما معنى هذا الذي أكتبه؟ لا أعرف ما أعنيه به، لكني أعلم أنك حبيبي وأخاف من الحب، أتوقع الحب كثيرًا وأخشى أنه لن يجلب لي كل ما أنتظره، أقول هذا وأنا أعلم أن في القليل هناك الكثير من الحب، لكن القليل من الحب لا يرضيني، الجفاف والجفاف ولا شيء أفضل من القليل”.
آخر سنواتها
عاشت آخر 12 عامًا من رحلتها في الحياة في مأساة موجعة، فقد فقدت والدها ومن ثم حبيبها جبران خليل جبران، حتى رحلت والدتها ليدمى قلبها من شدة الحزن والألم على رحيل من كانت تراهم عالمها.
أمضت الأديبة مي زيادة بعض الأوقات في مستشفى للأمراض النفسية من أجل تخطي ذلك الحزن الذي اجتاح قلبها أو ربما لتقبله قليلًا، ثم بعد خروجها أقامت مي زيادة عند الأديب أمين الريحاني ثم عادت بعد ذلك إلى مصر، لترحل عن عالمنا في 17 أكتوبر عام 1941، تاركة خلفها إرثًا أدبيًا عظيمًا، وقصة حب ما زالت خالدة حتى هذه اللحظة.