كريمة الشامي لـ«هير نيوز»: الختان أحد أبرز أشكال العنف ضد الإناث
أكدت الدكتورة كريمة الشامي، الأستاذ بجامعة المنصورة، ورئيس الجمعية المصرية للنهوض
بصحة المرأة، أن ظاهرة
ختان الإناث أو البنات، ظاهرة مؤسفة تتفشى في مصر وبعض الدول والمناطق
حول العالم، حيث أنها تمثل أحد أبرز أشكال العنف ضد الإناث، والتي تعد انتهاكاً
لحقوق الطفل والمرأة، واعتداءً على إنسانيتها وصحتها.
مفاهيم خاطئة
وأشارت رئيس الجمعية المصرية للنهوض بصحة المرأة، لـ"هير نيوز" أن ظاهرة ختان الإناث يتبعها بعض المفاهيم الخاطئة عن الصحة، والدين، والقبول الاجتماعي، إذ تعده بعض الثقافات علامة للطهر والعفة، ورمزاً للنظافة الشخصية، ووسيلة للحفاظ على العذرية، فيما ينظر إليه البعض على أنه طقساً للبلوغ، وضرورة للزواج. إلا أن هذه الممارسة على العكس تماماً من هذه المعتقدات الخاطئة، حيث تسبب مضاعفات جسدية ونفسية خطيرة للفتيات.
ختان البنات
وأوضحت الأستاذ الدكتور كريمة الشامي، أن ختان البنات يعرف بأنه الاستئصال الجزئي أو الكلي المتعمد للأعضاء التناسلية الخارجية للإناث، أو أي تشويه آخر للأعضاء التناسلية الأنثوية لأسباب غير طبية، بل على العكس تماماً، تتسبب عادة هذه الممارسة في الكثير من الأضرار الصحية والنفسية على الأنثى طوال حياتها. وتجرى عملية ختان الإناث في الغالب على الفتيات الصغيرات بين سن الرضاعة وسن 15 عاماً. ويتم تنفيذ هذه العملية في معظم الحالات من قبل الختانين التقليديين الذين لا يملكون دراية طبية كافية. وتختلف طريقة ممارسة هذه العملية حسب المكان وحسب التقاليد، لكنها تجري في بعض الأماكن دون أي تخدير موضعي، وقد يستخدم موس أو سكين بدون أي تعقيم أو تطهير قبل إجراء عملية الختان.
أضرار جسيمة
وأكدت رئيس الجمعية المصرية للنهوض بصحة المرأة ، أن هذه الممارسة تسبب أضراراً جسيمة، وقد تحدث مضاعفات فورية أو قصيرة الأمد تضر بالفتيات والنساء من نواح كثيرة، وتنطوي خطورة ختان البنات على إزالة وإتلاف الأنسجة التناسلية السليمة والطبيعية للإناث، ويتداخل مع الوظائف الطبيعية لأجسام الفتيات والنساء. وبشكل عام، تزداد مخاطر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية مع زيادة شدتها، بحسب كمية الأنسجة التالفة مثل آلام حادة مستمرة, نزيف مفرط, حمى والتهابات وتورم الأنسجة التناسلية, مشاكل المسالك البولية, مشاكل التئام الجرح, إصابة الأنسجة التناسلية المحيطة, موت بعض الفتيات بسبب فقدان الدم أثناء إجراء الختان، أو كنتيجة للتعرض لإصابة ما أو عدوى مباشرة أثناء عملية الختان.
مضاعفات طويلة المدى
وأضافت: هذا بالإضافة إلى حدوث بعض المضاعفات طويلة المدى والتي تتمثل في مشاكل ومضاعفات متقدمة بالمسالك البولية، مثل التبول المؤلم، التهابات المسالك البولية, مشاكل المهبل، مثل إفرازات، أو حكة، أو التهاب المهبل الجرثومي والتهابات أخرى , مشاكل في الدورة الشهرية، مثل آلام الحيض الشديدة، وصعوبة في نزول دم الحيض, ندبات وقطع شديد بالأنسجة. أيضاَ مشاكل جنسية، مثل آلام أثناء الجماع، وقلة الرضا، وانخفاض الرغبة الجنسية, زيادة خطر حدوث مضاعفات الولادة، مثل صعوبة وتعسر الولادة، والنزيف المفرط، والولادة القيصرية، والحاجة إلى إنعاش الطفل، ووفيات الأطفال حديثي الولادة, الحاجة إلى عمليات جراحية لاحقة , فعلى سبيل المثال، قد يؤدي إغلاق أو تضييق فتحة المهبل في النوع الثالث إلى إجراء قطع المهبل المحكم لاحقاً للسماح بالاتصال الجنسي والولادة وهو ما يعرف باسم ختان النساء.
وفي بعض الأحيان يتم خياطة الأنسجة التناسلية مرة أخرى عدة مرات، بما في ذلك بعد الولادة، وبالتالي تخضع المرأة لإجراءات الفتح والإغلاق المتكررة، مما يزيد من المخاطر والمضاعفات الفورية وطويلة الأجل. أيضاَ مشاكل نفسية، مثل الصدمة النفسية, الاكتئاب، والقلق، واضطرابات ما بعد الصدمة.
أضرار ختان البنات بعد الزواج
وتابعت: أما أضرار ختان البنات بعد الزواج فأنها تؤثر عليهم بشكل كبير بعد الزواج، إذ تعاني الكثير من النساء مشاكل العلاقة الزوجية، والحمل، والولادة، وآلام شديدة أثناء العلاقة الزوجية, البرود الجنسي لبعض الفتيات، ونقص الإحساس بالمتعة. الخوف من العلاقة الزوجية والتهرب منها. صعوبة في الحمل, تعسر الولادة الطبيعية, الإصابة بالعقم, النزيف الذي قد يؤدي إلى الموت, يوصى في بعض الحالات، بإجراء جراحي يسمى إزالة العدوى، والذي يمكن أن يخفف ويحسن بعض الأعراض. كما يمكن إجراء الجراحة لفتح المهبل إذا لزم الأمر، وهذا ما يسمى إزالة الاحتقان. كما يجرى كذلك في بعض الأحيان إجراء جراحي للنساء اللواتي يعانين من صعوبة في التبول، أو يواجهن مشاكل وآلام أثناء ممارسة الجنس.
دور الأمهات
وعن دور الأمهات قالت الأستاذ الدكتور كريمة الشامي: "إذا كانت الأمهات أنفسهن هن من تعرضن لهذه المخاطر والمضاعفات بأشكالها المختلفة مما ألحق بهن الكثير من المعاناة والتجارب القاسية والألم الجسدي والنفسي و لهذا وجب عليهن التصدي وبقوة لحماية بناتهن من هذا العنف المحقق والا يسمحن لأى شخص مهما كانت درجة قرابته بالتدخل في قرار مصيري يخص مستقبل بناتهن ويسبب أذى وألمًا مشابهًا لما لمسوه وأحسوا به .
ختاما
وفي ختام حديثها قالت رئيس الجمعية المصرية للنهوض بصحة المرأة، "لقد آن الأوان لحماية أسرنا من خطورة ختان البنات وتأثيره على الصحة النفسية والجسدية لبناتنا ونساؤنا , وإنني أراهن على أن نساء مصر إذا أردن فعلوا وهن بأمر الله تعالى قادرات على التغيير الحقيقي المجتمعي لهذه الخرافات والخزعبلات والعادات والتقاليد الخاطئة والتي لم يقرها الدين ولا الشرع , بل ولا القوانين. وقد حُظرت هذه الممارسة في مصر منذ عام 2008، وقد تصل عقوبة مرتكبيها من أطباء وغيرهم إلى السجن لمدة سبع سنوات إذا ثبتت إدانتهم بإجراء هذه العملية، وقد يواجه أي شخص يطلب إجراء العملية عقوبة السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. ومع ذلك، ما زالت هذه الممارسة تتم في بلدنا وبلاد العالم".