محمود عبد الحليم يكتب: لا تتعجل وتفكر في الزواج من أخرى حتى لا تندم
قبل أن تفكر في الزواج من امرأة أخرى بعد طلاق الأولى، يجب عليك أن تسأل نفسك "ما الصفات التي أبحث عنها ولم أجدها في زوجتي الأولى؟" وقبل كل ذلك لا بد أن تعلم أن الحياة الزوجية مودة ورحمة ومحبة وعلاقة قائمة على ارتياح كل طرف للآخر وتجاوز عن أخطاء يرتكبها أحدهما بقصد أو دون قصد ولا بد أن يكون كل طرف للآخر عونًا وليس فرعونًا يتصيد الأخطاء ويقف على أي هفوة لافتعال المشاكل.
فالزواج ليس به تصفية حسابات ولا ثأر، ما قد يصل بالخلافات الزوجية إلى طريق مسدود ويعتقد كلا الطرفين أنها النهاية، ولا مناص من الفراق، ولكن قد تصمت الزوجة وتتحمل وتعيش لكن ليس من أجل نفسها أو زوجها، ولكن من أجل أولادها، فهذا واجبها من وجهة نظرها، وهنا قد يتمادى الزوج في التعالي والتكبر أكثر على من تحملت كل ذلك من أجل أولادها.
اجلس مع نفسك قليلاً واسألها لماذا تفكر في الزواج من أخرى وهل تضمن عدم الندم؟.
في حالات كثيرة تشتد الخلافات بين الزوجين، ويتدخل الأهل والأصدقاء للوصول إلى الحل البغيض وهو أبغض الحلال "الطلاق" كونهم لم يجدوا حلاً وسطًا يرضي جميع الأطراف، والعجيب أنه ليس من بين الأطراف الزوج أو الزوجة، وهنا تكون الطامة الكبرى التي يدفع فاتورتها الأبناء، ويتخذ كل من الزوجين طريق العند والتكبر والغرور وتنفيذ الرأي دون للنظر إلى ذنب الأطفال فى جريمة الأب والأم وكل من جعل الطلاق هو الحل الأمثل للخلاص من صداع الرأس.
وتمر الأيام والسنوات وتجد الزوجة من يرضى بظروفها ويقبل الزواج منها وتعض أصابع الندم على أنها خسرت زوجها ودمرت مستقبل أبنائها بعد أن اكتشفت أنهم لا يختلفون عن بعض في الكثير، هم معشر الرجال وأيضا كل النساء.
قصة من الواقع ...........
بعد مرور 5 سنوات من الطلاق، شاء القدر أن تلتقي بزوجها السابق في أحد الأماكن العامة، دق قلبها دقات كثيرة خوفا وشوقا وحنينا إلى الماضى القريب، واقتربت منه وألقت عليه السلام، لم يصدق أنها عفاف طليقته، لقد ذبلت الوردة واختفت الابتسامة والحزن يكسو ملامحها، وتلعثم لسانه في نطق اسمها "أهلا مدام عفاف عرفت أنك تزوجتي، أتمنى أن تكوني سعيدة في حياتك الجديدة".
تمتمت ببعض الكلمات: الحمد لله وكيف أمورك، علمت أنك تزوجت، أتمنى أن تكون سعيدًا مع زوجتك ويارب تكون تجيد فن الكلام اللائق على شعرك ووسامتك.
واستدركت أن شعره منكوش وغير مسرح ولم يكن هو الفتى الأنيق الذي كثير ما كان ينال إعجاب صديقاتها، دمعة لها مائة تفسير لم يستطع التحكم فيها، وأخبرها أنه فعلا تزوج ولكن بعد شهرين تم الطلاق وظل دون زواج.
وقال: "إننى مدين لك بالاعتذار، كان من الممكن أن يتنازل أحدنا عن رأيه لتعبر السفينة، ولكن الشيطان تدخل بين أهلى وأهلك، وخسرنا نحن ودفعنا الثمن، والحمد لله لم ينعم الله علينا بالإنجاب".
ودون أي وعى منها صرخت وجعلت من حولها ينظرون قائلة: "من الذي طلب منك أن تطلقني، ولماذا لم تدافع عني، ولماذا لم ترفض الطلاق وتتحملني، وأنا سوف اتحملك ونعيش الحياة بحلوها ومرها سويا".
وبتعجب سألها: "هل أنت حزينة إلى هذا الحد؟"، أجابت: "نعم حزينة ولقد تم طلاقي بعد أشهر قليلة من الزواج وأنا الآن مطلقة ولا أبحث عن زوج".
لم يتمالك نفسه بل قام ورقص وأخذ يصفق وقال: "بل أنت تحبين زوجك الذي لم يقدر يوما هذا اليوم وأنا مدين لك بحياتي السعيدة وعقابي كان من الله، بأن جعل حياتي حزينة، وسوف تعود المياه إلى مجاريها اليوم وليس الغد دون تدخل من أحد ولن نسمح.. هل توافقين؟".
صرخت ورقصت وفرحت قائلة: "نعم أنت زوجي الذي لم أتمنى غيره".
أرجوك لا تتعجل وتفكر في الزواج من أخرى حتى بعد الطلاق، لأنك قد تندم على خسارتها.