«في اليوم العالمي لرفض ختان الإناث» نوال السعداوي من أوائل المطالبات بتجريمه
الإثنين 06/فبراير/2023 - 11:46 م
أبوالسعود أبوالفتوح
يحتفل العالم في 6 فبراير من كل عام، باليوم العالمي لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث) وهو يوم توعية عالمي ترعاه اليونيسف، جاءت فكرته من ستيلا أوباسانجو النيجيرية في مؤتمر اللجنة الأفريقية الدولية المعنية بالممارسات التقليدية التي تؤثر في صحة المرأة والطفل، وذلك في مايو 2005، وذلك بالسعي لجعل العالم يعي مدى خطورة ختان الإناث وتعزيز القضاء على ممارسة هذه العادة الضارة والخطيرة التي تتعرض لها فتاة كل 15 ثانية في مناطق مختلفة من العالم.
الكاتبة الراحلة "نوال السعداوي"
وتحدثت العديد من الكتب والروايات عن تلك الظاهرة، ودان العديد من الكاتبات الختان، وتحدثوا عنه وعن تجاربهم مع الختان، ومن أبرزهن الكاتبة الطبيبة والناشطة النسوية الراحلة نوال السعداوي، التي تعد من أوائل المطالبين بتجريم ختان الإناث، مواجهة في ذلك عادات وتقاليد شديدة الرسوخ في المجتمع المصري، بل واصطدمت في ذلك مع الدولة نفسها ومع الكثير من رجال الدين، ما أدى إلى أن تخسر عملها في وزارة الصحة في السبعينات بسبب كتابها الجريء "المرأة والجنس في عام 1972، مواجهة بذلك جميع أنواع العنف التي تتعرض لها المرأة كالختان والطقوس الوحشية التي تقام في المجتمع الريفي للتأكد من عذرية الفتاة. أصبح ذلك الكتاب النص التأسيسي للموجة النسوية الثانية.
وكنتيجة لتأثير الكتاب الكبير أقيلت نوال من مركزها في وزارة الصحة، وإلى سجنها لاحقاً عام 1981 ضمن حملة اعتقالات شملت معارضي الرئيس الراحل أنور السادات.
وبعد عقود من السجال، تم تجريم ختان الإناث في مصر عام 2008 ومؤخراً خرج الأزهر ودار الإفتاء المصرية بفتوى تحريم ختان الإناث وتغيرت تشريعات وقوانين ألقت بأطباء وآخرين في السجن بسبب تلك الممارسة غير الإنسانية.
تجربتها مع الختان
في كتابها "الوجه العاري للمرأة العربية" تحدثت نوال السعداوي عن واحدة من أسوأ تجارب طفولتها، وهي تجربة الختان حين كان عمرها ستة أعوام، واصفة حجم الألم الجسدي والنفسي الذي تعرضت له بسبب تلك العملية، لتصبح واحدة من أهم القضايا في حياتها باعتبارها "أداة لقمع النساء". وكان كتابها على الرغم من كونه جاء صادماً ومتحرراً من قيود مجتمعية عديدة، إلا أنه كان شديد الإفادة للأجيال الجديدة من النساء وأدى الى تغيير الكثير من المفاهيم المتعلقة بالمرأة.
وبفضل نوال السعداوي، تغيرت رؤى ووجهات نظر ملايين السيدات بل وحتى الرجال في العالم العربي للمرأة، وخصوصاً لطبيعة العلاقة بين الطرفين، ليس فقط في العلاقة الجنسية وإنما في المعاملة اليومية وفي الإطارات المختلفة.