الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

حكم الاتصال بشبكة الإنترنت الهوائي «واي فاي» بدون إذن صاحبها؟ الأزهر يجيب

الخميس 05/يناير/2023 - 12:01 م
هير نيوز

مع انتشار شبكات الاتصال الهوائية "اللاسلكية" بشكة الإنترنت "واي فاي"، قد يظن البعض ان الاتصال بها بدون إذن صاحبها مباحا أو مشروعا، ويقولون عنه إنه: "إنترنت من الهواء"، وبالتالي لن يضر استهلاكه في شيء، فما حكم الشرع في ذلك؟ 


حكم سرقة شبكة الإنترنت 

ويجيب عن ذلك السؤال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية، والذي قال: باسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام علىٰ سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، فإنه مما لا شك فيه أن من المقاصد الكبرىٰ للشريعة الإسلامية حفظَ المال؛ لهذا حرم الشرعُ كلِّ تعدٍ عليه بغير حق؛ فقال الله تعالىٰ: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَىٰ الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُون} [البقرة:188]. 

وقال أيضًا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء:29].  

 

استخدام شبكات الإنترنت الواي فاي 

وبناءً علىٰ ذلك: فلا يحل استخدام هذه الشبكات إلا بإذن صريح أو ضمني من صاحب الشبكة في استخدامها؛ لأن ما عليه جمهور الفقهاء هو اعتبار المنافع أموالًا لها قيمة، تجرى عليها الأحكام العامة للمال من حرمة التعدي عليه دون رضا صاحبه، أو عن غير طيب نفسه.  

فإن تمَّ استخدام الشبكة دون إذن صاحبها بالفعل، فقد وجب على المُستخدم أن يتحلل من صاحبها بإعلامه بما فعل وطلب عفوه ومُسامحته، ولا يستهِنْ أحدٌ بحقٍّ من حقوق العباد قد أخذه؛ فقد قال ﷺ: "من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فَلْيَتَحَلَّلْهُ منه اليوم، قبل أن لا يكون دينارٌ ولا درهمٌ، إن كان له عمل صالح أُخِذ منه بقدر مَظْلَمَتِهِ، وإن لم تكن له حسنات أُخِذ من سيِّئات صاحبه فحُمِل عليه" أخرجه البخاري.  



فإن سامحه فبها ونعمت، وإن رفض أو لم يكن يعلم صاحب الشبكة فليتصدق -بقدر ما انتفع- علىٰ الفقراء لصاحبها. وَمِمَّا ذُكِرَ يُعلمُ الجواب، واللهُ تعالىٰ أعلمُ، وصلَّىٰ الله وسلم علىٰ نبينا محمد وعلىٰ آله وصحبه أجمعين.   

ads