«المحكمة لم تطمئن» رفض تسليم طفلين لأمهما بعد تنازلها عنهما
الثلاثاء 03/يناير/2023 - 01:03 م
محمد علي
داخل محكمة مستأنف الأسرة بالقاهرة، حضرت الزوجة إلى المحكمة، لكسب حضانة طفليها، بعد أن تنازلت عنهما طواعية، مقابل الطلاق منذ 3 سنوات، وأجرت النيابة مواجهة بينها وبين الزوج الذي تمسك بطفليه واتهم زوجته بتركهما عند الجيران والهروب منهما ورفض تولى مسئوليتهما وإرضاعهما، بين هذا وذاك كانت هناك مشهد مأساوي آخر حيث تواجدت طفلة صغيرة، وكانت تتسأل من هذه؟، وتشير على أمها فهي لا تعرفها لأنها تركتها منذ صغرها.
القضية التي تحمل بين طياتها تفاصيل مأساوية ومثيرة، نظرتها محكمة مستأنف الاسرة بالقاهرة "دار القضاء العالي"، حيث أقام الزوج استئناف لإلغاء حكم قضائي صادر بإعادة حضانة أولاده الاثنين لزوجته التي تنازلت عنهما بكامل إرادتها.
خلافات زوجية
ووقفت الزوجة متماسكة فهي صاحبة شخصية قوية مؤكدة أنها انفصلت عن زوجها بسبب خلافات بينهما، مشيرة إلى أن زوجها أجبرها على الزواج ببيت عائلته، وأنها لم تكن تحصل على راحتها وخصوصيتها فى المنزل، وأوضحت أنها قامت بالطلب منه أن يكون السكن بعيدا عن العائلة ، وافق وبعد أن انتقلنا للعيش فى شقة بالإيجار ، فوجئت به بعد شهرين يطلب منى العودة الى منزل العائلة مرة أخرى بزعم عدم قدرته على سداد الايجار ".
وأكدت الزوجة " لم أستطع وكان ردي الرفض لكنه هددني بحرمانى من أولادى، لذلك انصعت إليه وطلبت الطلاق مقابل التنازل عن حضانة أولادي، والآن عدت واقمت دعوى لكسب حضانتهم وحصلت على حكم، وأطالب برفض استئناف الزوج وتطبيق الحكم بحضانتهم، باعتباره حقى كأم ".
رد الزوج
بهدوء أوضح فى استئنافه للقاضى أن زوجته كانت كثيرة المشاجرات والمشاكل معه، وأنه حاول إرضائها بأى شكل، فقام بتأجير شقة والعيش فيها، لكن بسبب ظروفه المالية عجز عن سداد إيجار الشقة، منوها " تعلم ظروفي جيدا، وطلبت منها العودة للسكن فى بيت العائلة فترة مؤقته لحين تحسن الأمور وشراء منزل خاص، لكنها رفضت، وفوجئت بأحد الجيران يخبرنى أن زوجتى تركت أولادى فى منزله، وهربت ورفضت إرضاعهم أو حتى الإطمئنان عليهم".
ونوه،" 30 يوما اختفت زوجتي فيهم لا أعلم عنها شيئا، حتى فوجئت بشقيقها يطلب منى تطليقها.. مشيرا إلى أنها وافقت على التنازل عن حضانة الأولاد مقابل الطلاق، وافقت وحصل الطلاق، وتركت لى الأطفال صغار وذهبت وتزوجت من رجل أخر، و قمت بالتخلي عن عملى وعشت لأولادي، كنت اشترى بنصف راتبى "ألبان "لهم، وظللت عامين أسخر حياتى كلها لخدمة أولادي وتربيتهما كنت بالنسبة لهما الأب والأم ".
كما استمعت المحكمة إلى الشهود من الجيران، والذين أكدوا ان الزوجة ألقت بأولادها لديهم، وتركتهم دون إرضاعهم وهربت، والأن تفاجئوا بعودتها بعد ثلاثة سنوات لطلب حضانة أولادها.
أكدت المحكمة فى حيثيات حكمها بإلغاء الحكم الصادر للزوجة بحضانة أولادها، أن الزوجة القت بصغيريها عند جيران والد زوجها وتخلت عن بذل أدنى متطلبات الأمومة لأحدهما بأن امتنعت عن الرضاعة دون سبب رغم كونهما فى سن الرضاعة مخالفة بذلك الآية القرآنية "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة"، مضيفة، " وقد تأيد ذلك بشهادة الشهود النفى والإثبات، كما أنها تمادت بالتنازل عنهما رسميا للأب.
وأنهت المحكمة أنها لا تطمئن لتسليم هذين الصغيرين إلى المستأنف ضدها "الزوجة " لانتفاء أدنى شروط الصلاحية للحضانة اتجاه الصغير/ لتقضى المحكمة برفض دعوى الام لاستعادة حضانة أولادها .