«هير نيوز» تهنئ الست الشقيانة بالعام الجديد: قصص يفخر بها كل مصري
الجمعة 30/ديسمبر/2022 - 08:15 م
وائل كمال
يعج المجتمع المصري بنماذج كثيرة جدا من "الستات الشقيانة"، واللاتي تكافحن ليلا ونهارا من أجل بيوتهن وأبنائهن وأمهاتهن وأحيانا أزواجهن، فمنهن المطلقة والأرملة، والتي أقعد المرض زوجها عن العمل، فقررت ارتداءت عباءته والنزول إلى الشارع للكفاح وحمل المنزل على أعناقها لاستمرار مركب الحياة الزوجية بأمان، كأي زوجة أصيلة.
وتنتهز جريدة "هير نيوز" قدوم العام الجديد 2023، للاحتفال بكل "ست شقيانة" وتوجيه تهنئة لها من أعماق القلب، بأن يكون العام الجديد، عام خير وهدوء ويسر عليها وعلى أبنائها وحياتها، وأن يكون بداية لتوقف "الشقى" وحصولها على حياة كريمة تليق بكفاحها طوال الفترة الماضية.
وبهذه المناسبة تستعرض "هير نيوز" نماذج مشرفة تستحق الحمل على الأعناق والرأس لـ"ستات شقيانة" كافحن من أجل الكرامة والحياة الكريمة الشريفة..
الست نجاة تبيع "البالة"
وتقول الست نجاة لـ"هير نيوز" إن عمرها الآن حوالي 50 سنة وبتنزل السوق لبيع الهدوم البالة من حوالي 30 سنة، وبتجيب هذه البضاعة من أحد الأشخاص من بورسعيد، وإنها بتحضر إلى سوق الأحد الساعة 12 صباحًا لتجهيز الفرش وتعود إلى بيتها في المساء.
وأوضحت أنها من منطقة كسفريت بمحافظة الإسماعيلية، وأنها تذهب أيضًا وزوجها إلى بعض الأسواق في بعض المناطق والمحافظات الأخرى وأن جائحة كورونا وارتفاع الأسعار بدرجة كبيرة كانت السبب في ضعف البيع والشراء الفترة الماضية.
وعن ظروفها المعيشية قالت إنها على قد حالها وإنهم لم يصرفوا أي معاش نهائيًّا، سواء هي أو زوجها وإن ليس لهم أي دخل آخر، وتتمنى من المسؤلين أن ينظروا إلى ظروفها هي وزوجها خصوصًا أن ليس معهم من يعينهم عند الكبر على ظروف الحياة القاسية.
أم عماد تبيع الفراخ من أجل أولادها
قالت الحاجه أم عماد، بائعة الفراخ لـ"هير نيوز" إنها من محافظة الإسماعيلة، وتحضر للسوق بمحافظة السويس كل يوم أحد هي وأحد أبنائها لبيع ما لديها من فراخ وبط وبعض الدواجن الأخرى بأسعار تناسب المواطنين.
وأشارت أم عماد إلى أنها اتجهت إلى هذه المهنة بعد وفاة زوجها منذ ما يقرب من 15 عامًا ولديها 4 أبناء، وقامت بتزويجهم جميعًا وهي تعمل من أجل مساعدة نفسها وأبنائها على ظروف الحياة الصعبة، وأنها قامت بتعليم أبنائها ولكن لا يوجد أحد منهم لديه وظيفة ثابتة.
حنان تقود تروسيكل وتبيع الخضروات
مسافة يومية قرابة الـ6 كيلومترات تقطعها المرأة الأربعينية حنان عبداللطيف، ذهاباً وإياباً، فى مدينة العريش، على «التروسيكل» الخاص بها، لتحمل عليه الخضراوات وبيعها للزبائن، لتصبح المرأة الأولى التى امتهنت هذه المهنة فى مدينتها.
حنان أم لأربعة أبناء، بنتين وولدين، أكبرهم «فاطمة» فى الصف الأول الثانوى الأزهرى، وأصغرهم «منة الله» 5 سنوات، عانت من ظروف صعبة، عقب وفاة والدها ووالدتها حينما كان عمرها لا يتعدى الـ18 عاماً، فانتقلت من مدينتها المنيا إلى العريش، فتزوجت لكنها تعرضت للضرب المستمر والإهانة التى جعلتها تنفصل عن زوجها، وحينما اتخذت قرار الزواج للمرة الثانية، لم تدم الزيجة طويلاً حيث توفى الزوج بعد عام.
اتجهت حنان إلى سوق الخضار، للعمل هناك، رحلة شاقة قطعتها المرأة الأربعينية، جعلتها تنتهى لشراء «تروسيكل» بالتقسيط، لتبيع الخضار عليه، وذلك بعدما حاولت الحصول على تصريح لإقامة «كشك» لكن دون جدوى، لذلك اتجهت لهذا الحل العملى، فظلت تشترى الخضراوات من السوق وتبيعها للزبائن، بواسطة الدراجة.
رانيا تصلح تكييفات
رانيا مرأة نزعت الخوف والقلق من داخلها، للعمل بصيانة أجهزة التكييف والتبريد، فالمهنة الصعبة والشاقة التى اقتصرت فى أغلبها على الرجال، اقتحمتها المرأة الأربعينية، ربما أتت البداية من معرفتها بتصليح أجهزتها المنزلية، لكنها قررت بعد ذلك الالتحاق بأكاديمية لتعليم أصول المهنة «كنت البنت الوحيدة اللى بتدرس فنيات تصليح الأجهزة الكهربائية».
وبدأت «رانيا» فى العمل بهذه المهنة الشاقة لدى معارفها، نظراً لعدم قدرتها على شراء المعدات اللازمة التى تؤهلها للعمل وفتح ورشة خاصة بها «بشتغل فى محيط أصدقائى وأقاربى، لسه مش قادرة أفتح ورشة كاملة ليّا».
لم تسلم المرأة الأربعينية من المضايقات والانتقادات التى تلاحقها أثناء العمل «فيه ناس بتنقدنى وكمان ساعات بتعرض للتحرش اللفظى من بعض الرجال، وكمان ممكن يكونوا مش واثقين إنى أقدر أصلح الأجهزة، وساعات بقى الستات عندهم شعور بالغيرة وبيرفضوا إنى أروح أصلح عندهم الأجهزة».