الأديبة مي زيادة ضحية الحب العذري التي لم ترى حبيبها
تعد الأديبة مي زيادة من الكاتبات العربيات ذائعات الصيت، واللاتي لهن باعا طويلا في الكتابة والأدب.. والتي كتبت في إحدى رسائلها لجبران خليل جبران "إني أخاف من الحب كثيرا، لكن القليل من الحب لا يرضيني".
الأديبة مي زيادة وصفت الحب من وجهة نظرها، فماذا عن الاديب خليل جبران خليل حينما وصف الحب الذي جمع بينه وبين مى زيادة ب الحب العذري
ولدت عام ١٨٨٦م فى مدينة الناصرة بفلسطين لأب لبناني مارونى وأم من أصول سورية، ولكن موطنها فلسطين، اسمها ماري إلياس زيادة واختارت لنفسها اسم مي زيادة.
أكملت دراستها فى جامعة القاهرة، وكانت تتقن 9 لغات، وأسست عام ١٩١٢صالونها الأدبي الذي جمع العديد من الأدباء فى عصرها مثل عباس محمود العقاد وطه حسين وخليل مطران وأحمد لطفى السيد وأنطوان جميل وغيرهم من الأدباء .
أول شرارة حب:
بعد قراءة مي زيادة لقصة الأجنحة المتكسرة لجبران خليل جبران والتى نشرها عام ١٩١٢ أرسلت لجبران رسالة تعبر فيها عن مدى إعجابها بتلك القصة فقالت: "إننا لا نتفق فى موضوع الزواج يا جبران، أنا أحترم أفكارك وأجل مبادئك لأنني أعرفك صادقا فى تعزيزها، مخلصا فى الدفاع عنها، وكلها ترمى إلى مقاصد شريفة، وأشاركك أيضا فى المبدأ الأساسي القائل بحرية المرأة، فكالرجل يجب أن تكون المرأة مطلقة الحرية في انتخاب زوجها من بين الشبان، تابعة بذلك ميولها وإلهاماتها الشخصية، لا مكيفة حياتها فى القالب الذى اختار لها الجيران والمعارف".
فكانت تلك الرسالة البداية وتوالت الرسائل بينهما التى كانت تحمل مشاعر الحب بينهما برغم أنهما لم يلتقيا ولو مرة واحدة.. واستمرت الرسائل ونشأت بينهما علاقة صداقة وحرصت مى على إخفاء مشاعر الحب نحو خليل ورغم شعورة بالحيرة من أمرها فهل هى خجولة أم أن كبريائها هو من يمنعها من الاعتراف بالحب.
عندما تجاوزت مي الثلاثين من عمرها أرسلت إلى جبران رسالة حب توضح رغبتها فى الزواج منه ولم يزد اعترافها غير المزيد من الحيرة والقلق وزاد عليهما تردده فى علاقته بمى زيادة، ورغم ذلك ظلت متعلقة بحبها.
رسائلها لجبران خليل جبران
عبرت مي عن حبها فى إحدى الرسائل بقولها: "جبران ما معنى هذا الذي أكتبه، إني لا أعرف ماذا أعنى به، ولكن أعرف أنك محبوبي وأني أخاف الحب، كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا وكيف أفرط فيه؟ الحمد لله أني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به، لأنك لو كنت الآن حاضرا بالجسم لهربت خجلا من هذا الكلام، ولاختفيت زمنا طويلا فما أدعك ترانى إلا بعد أن تنسى".
ظلت معاناتها من تلك العلاقة التى استمرت حتى بعد موت جبران خليل جبران فى نيويورك عام١٩٣٠.. وعادت بعد موته إلى لبنان ثم عادت مرة أخرى إلى القاهرة وتوفت فى ١٧ أكتوبر عام١٩٤١فى مستشفى المعادي.
عمل أدبي واحد جمع بينهما وهو كتاب (بين المد والجزر) تأليف مي زيادة ورسومات جبران خليل جبران.. وجمع جبران رسائله لمي زيادة فى كتاب (الشعلة الزرقاء) وضم ٣٧ رسالة.
فى إحدى المرات طلب جبران صورة لمي فقالت له تخيلني كيف أنا فقال لها: أتخيل شعرك قصير يلف وجهك فذهبت وقصت شعرها الطويل وأخذت صورة وبعثتها له فقال لها: أرأيت كان تخيلي صادقا.. فقالت: الحب كان صادقا.
هل انتهت قصة الحب العذري؟
القصة التى استمرت 20 عاما برغم المسافات التى تفصل بينهما وعدم اللقاء ربما كان ما يربطهما أقوى ماذا لوحدث اللقاء بينهما؟ ماذا لو تزوجت مى من جبران؟ هل كان حبها سيستمر؟ هل كانت ستتحمل علاقاته النسائية المتعددة؟ والتى اكتشفت بعد موته مثل (جوزفيين بيودى، وحلا الضاهر، وسلطانة ثابت، ومارى هاسكل، وإميلى ميشال، وشارلوت تايلر، وماري قهوجي، ومارى خوري، وجيتر يدياري، وبرباره يونج، وماريتا لوس، وهيلانه غسطين)؟
السؤال هنا لماذا لم يحاول جبران خليل جبران السفر إلى القاهرة للقاء مى؟.. هل أحب جبران خليل جبران مي زيادة أم كانت ملهمته؟ يقال إن حب جبران لمي هو الحب الوحيد المثير لقلبه وخياله.