«المرأة وفنّ الخطّ العربي» بألوان التشكيليّة سناء هيشير، شاهدي
الجمعة 23/ديسمبر/2022 - 12:15 ص
يرتبط الخطّ العربي تاريخيّا ومنذ القديم بالرجال والخطّاطين كما أن التاريخ العربي الإسلامي عرف خطّاطات ماهرات ناضلن من أجل تعلّم الكتابة والدخول في عالم الحروف والكلمات، فاللغة العربية هي جسر التواصل بين الثقافات والعالم.
تقول سناء: لم اقتصر في لوحاتي علي رسم ثقافة بلادي ووطني تونس الخضراء بل جمعتُ الأوطان العربيّة علي الرغم من أن ثقافتي اللّغويّة فرنسيّة واتكلّم باللهجة التّونسيّة إلا أني اخترتُ تعلّم اللغة العربيّة و إتقانها لِتبليغ رسالاتي الفنّيّة ، العربية الفصحي هي اللّغة التي اختارها الله سبحانه لتكون لغة القرآن ولغة تبليغ الرّسالة، واخترتها انا وتعلّمتُها بمشيئة الله لِأُعبّر من خلالها عن مواضيع لوحاتي وحكاياتها.
وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية رسمت لوحة ترمز شخصيّة امرأة شدّت انتباهي وهي جارية ابن الفرات الذي كان قاضي القيروان، اقبل عليه الناس من كل مكان من المغرب والاندلس فاشتهر امره و ظهر علمه و ارتفع قدره، و كانت تعمل عنده جارية عُرفت بذكائها وعلمها ولحبّها الشديد للخط واللغة العربية كانت تُراجع ما ينسخه ابن الفرات من الكتب، و ذلك للتأكد من عدم وقوع أي خطأ في النقل و تلك مهمة تحتاج الي درجة عالية من التعلم والدقة.
وأضافت: "هذه الجارية تفرّدتْ بالثقافة العالية وجودة الخطّ وجمال الأدب، أردت إبراز من خلال لوحتي وألواني في اليوم العالمي للغة العربية مدي تفوّق المرأة عبر التاريخ والتراث ومساهمتها اسهاما بارزا و ملموسا، فالكثيرات عرفن في براعتهن لفن الخطّ ونسخ الكتب والمصاحف، ولم تكن مهمّتها محصورة ومقتصرة في شؤون بيتها".
وتابعت: "في لوحتي مزجتُ بين الألوان والخط العربي الذي كتبته على لوحة الكانفاس باللون الازرق السماوي، لون الملوك الذي هو مزيج من اللون الازرق بدرجاته واللون الأبيض تجويدي بالريشة للخط العربي لِأُوثق هذا الفن الكاليجرافي من فنون الحضارة العربية الاسلامية وأُضهر مكانة المرأة العربية المتميّزة في المجتمع بما ابدعته من فنون وبما أحرزته من تفوّق في فن الكتابة العربية".
سناء هيشري فنانة تشكيلية، باحثة واستاذة فنون جميلة، درست بالاكاديمية الملكية للفنون الجميلة ببروكسال ومدرسة « Paul académique « للعلاج بالفن.