الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

العنوسة شبح يُهدد الفتيات.. «التعبئة والإحصاء» يُصدر آخر إحصائية.. وخبراء يُحللون الظاهرة

السبت 17/ديسمبر/2022 - 06:23 م
هير نيوز

كشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن آخر إحصائية تحصر نسبة العنوسة في مصر.. مؤكدًا أن نسبة "العنوسة" في مصر في تزايد مستمر كل عام، حيث إنه يوجد ما يقرب من 11 مليون فتاة و2.5 مليون شاب يتجاوز أعمارهم الـ "35 عاما" ولم يتزوجوا حتى الآن.




وأشارت الإحصاءات إلى أن نسبة "العنوسة" تختلف من محافظة لأخرى، فيحتل المجتمع الحضري المركز الأول في ارتفاع نسبة "العنوسة" التي تصل إلي 38%، أما المحافظات الحدودية فتحتل المركز الثاني التي سجلت نسبة 30%، يليها محافظات الوجه البحري التي وصلت إلي 27.8%، بينما سجلت محافظات الوجه القبلي نحو 25%، وهذه هذه النسب في تزايد مستمر بشكل سنوي.


الجمعيات النسائية ترى أن كثير من الفتيات تتجاوز أعمارهن الـ "30 عاما" ولا يصفهن المجتمع بلقب "عانس" ويكون كل تفكيرهن في العمل والحصول على وظيفة ولا يفكرن في الزواج، بينما في المجتمعات الأخرى في الصعيد والبدو كانت بمجرد أن يتعدي سن الفتاة الـ "20 عاما" يطلق عليها لقب "عانس".




وأشارت أيضا إلى أن خروج الفتاة لسوق العمل بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية الحالية من ارتفاع أسعار الشقق والأثاث وغيرها من المتطلبات، عزف الكثير من الشباب عن التفكير في الزواج، كما أن استمرار الأسر في المغالاة في المطالبة بالشقة التمليك والأثاث الفخم والشبكة الذهبية ومؤخر الصداق وغيرها، أدي إلي تزايد نسبة "العنوسة" بشكل كبير.

ويرى خبراء علم النفس والاجتماع أن ظاهرة "العنوسة" أصبحت منتشرة لعدة أسباب، منها الخوف من المستقبل وعدم الثقة في الجنس الآخر وزيادة حالات الطلاق أمام محاكم الأسرة بالإضافة إلي الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، مع رفض الأسر الزواج إلا مع توافر كل شيء.




وعلى الرغم من أن نسبة العنوسة في المجتمعات الحضرية مرتفعة، إلى أن هناك زيادة هائلة في عدد السكان سنوياً في المجتمعات الفقيرة والبدوية، ما يهدد التركيبة السكانية في مصر، حيث يزيد عدد الفقراء والأميين سنوياً، بينما تتناقص أعداد المتعلمين.

ومن جهة أخرى لا تفكر الفتاة الحضرية في الوقت الحالي في الزواج بعد التخرج مباشرة في الجامعات، ولكنها تفضل العمل والحصول على وظيفة أو استكمال الدراسات العليا، وبعد ذلك تختار شريك حياتها بعد تجاوزها الـ "30 عاما".

وأكدت سعيدة محمود، رئيس مجلس إدارة جمعية الرائدات المثقفات، أن هناك إحصائية أخطر من إحصائية "العنوسة"، ولكن للأسف لم يتطرق إليها جهاز التعبئة العامة والإحصاء، وهي الخاصة بمشكلة الزواج المبكر أو ما يطلق عليه زواج القاصرات.




وأشارت إلى أن جمعية الرائدات المثقفات قامت بعمل دراسة بين الرائدات في محافظة الجيزة، وكان عددهن 700 رائدة فقط، وتبين أن 90% من هؤلاء الرائدات الشابات متزوجات، بينما 10% فقط لم يتزوجن لأسباب تتعلق بظروف اجتماعية مثل تربية اخواتها بعد وفاة الأب أو الأم، وكذلك لعدم وجود الزوج المناسب لتلبية الاحتياجات الأسرية في المستقبل.


وأوضح علماء النفس والاجتماع أن ظاهرة العنوسة تتزايد كل عام لأن العالم كله يتغير من حولنا بينما نحن محلك سر لا نتغير أبدا، خاصة بعد أن زادت طموحات المرأة وأصبحت تفكر في الاستقلال المادي عن الرجل مشيرين إلي أن الخوف من المستقبل هو من أهم أسباب العنوسة بالإضافة إلى تكاليف الزواج الباهظة والعادات والتقاليد التي يتمسك بها الأهالي.


وقال الدكتور محمد عبدالرحمن صالح، أستاذ علم الاجتماع والسكان بكلية البنات جامعة عين شمس،: إنه من بين أسباب ارتفاع نسبة العنوسة ارتفاع نسب الطلاق بشكل كبير وخوف الكثير من الفتيات والشباب من خوض التجربة فضلا عن المغالاة في المهر من قبل الأسر التي تشترط علي المتقدم لخطبة بناتهن مهورا مرتفعة بشكل كبير وأكبر من قدرة الشاب.

ويرى أن هناك حلولا من الممكن أن تساعد في انخفاض نسبة العنوسة أولها البعد عن التكاليف الكبيرة وطلب المهور العالية فضلا عن توفير المزيد من فرص العمل للشباب وتأهيلهم وتنمية مهاراتهم ونشر الوعي بينهم والتقليل من المظاهر "الكدابة" التي يتبعها الأهل عند الزواج والتخلي عن العادات الخاطئة.


أسباب عديدة لارتفاع نسب العنوسة

أشار الدكتور إبراهيم شوقي أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، إلى أنه يوجد أسباب عديدة لزيادة نسبة العنوسة منها أن بعض الفتيات تربط الأحداث القاسية في حياتها بكل رجل فربما كان الأب قاسياً في تعامله مع أبنائه وبناته وربما كان الأخ أيضاً فتتراكم هذه الأحداث، حتى تصبح حلماً مفزعا وهماً مفجعاً وتحسب الفتاة أن كل الرجال بهذه الشاكلة من سوء الأخلاق وعنف التعامل وسيئ الطباع وربما كانت تخاف من الفشل بالإضافة لأنها تسمع وتري بعض قريباتها أو صديقاتها فشلن في زواجهن فتخاف أن ينطبق الأمر علي كل الرجال.

ويرى أن حل أزمة العنوسة أن يكمن في تأهيل الشباب والفتيات نفسيا قبل الزواج وذلك للحد من نسب الطلاق التي تؤثر سلبا على الفتيات والشباب ويكون لديهم رغبة في عدم الارتباط خوفا من حدوث طلاق فوبيا الطلاق ممكن تسيطر على كثير من الفتيات والشباب و "يخافوا يرتبطوا عشان كده محتاجين تأهيل ما قبل الزواج".


ظاهرة اجتماعية

أوضح الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس، أن ظاهرة العنوسة ليست وليدة اللحظة بل هي منتشرة منذ وقت طويل تظهر أحيانا بشكل ملحوظ وتقل في وقت آخر وهي ظاهرة اجتماعية منتشرة في مصر.. مشددًا على أن ظاهرة العنوسة تتعلق بالظروف الاقتصادية التي تتمثل في البطالة وعدم توفير الوحدات السكنية مضيفًا أن بعض الشباب يمتنع عن الزواج للخوف من المستقبل والفشل.

وأضاف أنه لا يوجد مشكلة ليس لها حل لكن حيث أن المشكلات الاجتماعية ومنها العنوسة بشكل خاص ستختفي تدريجيا على المدى البعيد إذ توافرت الإمكانيات المادية و التخفيف من المهور والبعد عن المغالاة فيها وتخفيض تكاليف الزواج والقيام بحملات لتشجيع الشباب على الزواج وتوفير فرص عمل لهم.


اقرأ أيضًا..

ads