محمد الدريدي يكتب: انتظري
انتظرِي
الأفضل دائمًا، حكمِي عقلك المتهالك من فرط التفكير في الماضي وأحزانه، وانتظرِي
وصول النصيب الذي لا يفارق خيالك الذي يشبه ريحان الأزهار، وقاومِي من أجل نفسكِ
ومن أجل من تحبينهم، ولا تجعلِي أوتار اليأس تدندن قصائدها لأجل جروحك.
لا
يوجد بالحياة شيء يسمى أفتقد من خانني أو من تركني وحيدة، آكل من عشب الأمراض دون أن
أكترث لروحِي التي ستذوب مع مرور الزمن، وتيقنِي دائما أن من يحب بحق لا يترك روحه
الثانية ويذهب ليبحث عن روح يميل لها بكامل قلبه، اعرفِي أن لو كان من تحبينه
يحبكِ فبالتأكيد سيتمنى الموت مقابل عدم ترككِ، اذهبِي يا من تشبهين جمال الدنيا بأكمله
في كف يديكِ وعلى وجهك المثالي، اذهبي إلى حياتكِ متفانية في عملكِ ومحبة لمجدك
الصافِي من أجل الحياة، تمتعِي بحياتك لأنك ستندمين ندم الكافر بعد موته على ضياع
سنين عمرك في الماضي، ولا تتبدلِي وتوقفِي عن إيذاء روحكِ بالكلامات القاسية أمثال:
"إنتِ السبب، مكنش هيمشي لولا أن ضيعتيه".
كونِي
المسيطرة في مشاهد قصتكِ، واصنعِي مشاهد تبرز أحلامك وطموحاتكِ التي غار عليها
الزمن ولم تحرك ساكنا.
يا
فتاة يا أم المستقبل، تعرفي على نفسك جيدًا وأدركِي يقينيًا أنكِ وحدك قادرة على
تخطِّي مصاعب الحياة وقادرة على تغير موسيقاكِ الحزينة لموسيقى الحرية، وتجنبِي
جيدًا كتم الأفكار بداخل عقلكِ؛ حتى لا تصابِين بنوبات القلق التي لا تحل بشخص إلا
وتذبحه من فرط مكوثها بداخله.
حررِي أفكارك ومشاعرك، وأنشدِي معزوفة الحب، ولكن على من يستحقك فأنتِ الوحيدة التي إن تركها الجميع ستعمر الدنيا وتصمد، وفي نهاية الأمر لا تبحثِي عن الماضِي واتركِي عنان عقلكِ في البحث عن المستقبل، وكونِي سعيدة باللحظة التي حلت بكِ، وانتظرِي قدوم الأفضل دائمًا، ولا تتركِي بذرة الندم تتشابك مع قلبكِ فيُجرح أكثر من ذلك.
انتظري
ففي الانتظار اكتمال الصورة ووضوحها.
انتظرِي روحك لتلحق بكِ يا فتاة اللمسة السحرية.