جارية إغريقية أصبحت ملكة مصر.. حكاية "سندريلا الفرعونية" والخف الأحمر
سندريلا، ومعناه باللغة اللاتينية "الرماد"، رواية أطلقتها شركة ديزني للرسوم المتحركة في 15 فبراير عام 1950، في فيلم حقق إيرادات خيالية ورسم صورة ذهنية بعقول الأطفال والكبار عن الفتاة المسكينة التي عاشت في قهر وظلم بعد وفاة والدها، ووقوعها تحت سطوة زوجته الشريرة وبناتها اللواتي جعلن حياتها جحيم، حتى أوقعتها الصدفة في أمير وسيم وقع في غرامها ووجدها بواسطة حذائها الزجاجي الذي كان له الفضل بتغيير حياتها إلى الأبد.
سندريلا الفرعونية رودوبيس
رغم أن تلك النسخة لفيلم ديزني، هي النسخة الألمانية للأخوين جريم، إلا أن ديزني أضافت عليها لمسات جمالية كثيرة، لتحسين صورة سندريلا، الفتاة المسكينة طيبة القلب، إلا أن القصة الواقعية هي رواية مخيفة تتميز بنهاية مرعبة تتلخص في قرار سندريلا عدم مسامحة زوجة أبيها عن طريق إصدار أمر بتسخين حذاء حديدي إلى حد الغليان لترتديه زوجة أبيها!
وبعيدًا عن تلك النسخة الشريرة من سندريلا، والتي تحولت إلى نسخة ناعمة عن طريق ديزني، فإن سندريلا أيقونة العديد من الحضارات القديمة وأبرزها الفرعونية..
سندريلا الفرعونية أو "رودوبيس" ظهرت في القرن
السادس قبل الميلاد، وهي فتاة إغريقيه حكى عنها "هيرودوتس" وهو أول من
حكى عنها نقلًا عن "إيسوب" وهذا الشخص كان يتميز بتأليف القصص الخيالية.
ووفقًا للقصة الأصلية، وقعت أحداث القصة قبل الإحتلال الفارسي لمصر القديمة في فترة حكم الفرعون "أماسيس" والذي كان فرعونًا قويًا يحارب لتبقى مصر قوية ضد
الإمبراطورية الفارسية والتي كانت تغزو البلاد في ذلك الوقت.
وبعد تفكير طويل، قرر "أماسيس" إعلان مصر دولة مرحبة بأي إغريقي يأتي إليها بهدف العيش بها أو التجارة فيها وخصص مدينه
للإغريق وأسماها "نكراتيس"، وجاء الإغريق بنسائهم اللواتي عُرفن بجمالهن وإنتشرت تجارة الجواري الإغريقية في البلدة.
وفي يوم من الأيام، كان يمشي
تاجر ثري يُدعى "كاراكسوس" بين الحشد، ولاحظ تجمع عدد كبير من الناس على منصة بيع
العبيد، وعند إقترابه لمعرفة ماذا يحدث، وجد أنهم كانوا ينظرون إلى جاريه إغريقية شديدة الجمال فأراد
"كاراكسوس" شراءها. وبالفعل قام بشرائها وحين سألها التاجر عن إسمها، أخبرته بأنها تُدعى "رودوبيس".
من حياة العبودية إلى ملكة مصر
روت "رودوبيس" قصتها إلى التاجر الذي إشتراها، وكيف تم اختطافها من قبل
القراصنة من موطنها في اليونان، وقام رجل غني بشرائها وكان يملك الكثير من العبيد. وكيف وصلت إلى "نكراتيس" المدينة
الثرية لتُباع، فأشفق عليها "كاراكسوس" ووقع في غرامها، وأهداها بيتًا تتوسطه
حديقة ووصيفات لخدمتها والكثير من المجوهرات الثمينة، وكان يعاملها كإبنته.
وفي يوم من الأيام كانت "رودوبيس" تسترخي في حوض الاستحمام وكانت إحدى الوصيفات تحمل خف "رودوبيس"
الأحمر، وفجأة ظهر نسر وكأنه سيهاجم الوصيفات فتركوا الوصيفات الملابس فجأه وهربوا
خلف الأشجار وظلت"رودوبيس" مندهشة ولم يفعل النسر شيء سوى أنه أخذ واحد
من الخف الأحمر وطار به بعيدًا.
حزنت "رودوبيس" على خفها لأنها كانت
تحبه وفي مكان آخر كان يجلس الفرعون في حديقته يحكم بين الناس ويصغى لشكواهم حينما أسقط
النسر في حجره ذلك الخف الأحمر فتأمله الفرعون في إعجاب وأمر رُسله بالذهاب إلى كل
مدن دلتا النيل ومصر العليا للبحث عن البنت صاحبة الخف الأحمر.
وبالفعل علم رُسل الفرعون مكان "رودوبيس" لأنهم كانو يسمعون عن "كاراكسوس" والجارية الإغريقية الجميلة التي يتعامل معها وكأنها أميره كُلف من الإله أن يراعها. فذهب رُسل الفرعون إلى "رودوبيس" وعندما رأت خفها أخبرتهم بأنه خفها وقامت بإرتداءه ليظهر أنه مناسب عليها وقامت بجلب الآخر فقالو لها أن تأتي معهم إلى "فرعون" ولم يكن لديها خيارًا آخر، فذهبت معهم وأحبها الفرعون فور رؤيتها ولم يتزوجها فقط بل وجعلها ملكة مصر وعاشوا معًا بسعادة وحب.
الأخوان جريم.. سندريلا الألمانية
سندريلا ديزني، والذي كتبها الأخوين جريم، وهم الأخوان جيكوب جريم وفيلهيلم جريم، في كتاب حكايات الأخوين جريم من الأدب
الألماني، وتم إصدار الجزء الأول منها في عام 1812، والجزء الثاني منها في
عام 1814، والجزء الثالث عام 1816.
لم تكن سندريلا في قصص جريم مجرد فتاة مسكينة قابلت حبها الحقيقي وتم زواجهما، لتعيش حياةة سعيدة، وإنما
هناك الكثير من التفاصيل الحقيقة التي لا يعلم المعظم عنها في كتاب حكايات الأخوين جريم، والتي تعتبر أكثر قصة مأساوية.
ففي القصة، أمرت زوجة الأب ابنتيها بقطع أصابعهم حتى يكون الحذاء مناسب
لهما، ولكن كان يرى الأمير في كل مرة الدم الذي يسقط من الحذاء ويدرك أنهم كاذبون،
حتى ارتدته سندريلا وعلم أنها صاحبة الحذاء وفي يوم حفل الزفاف كانو إخوة سندريلا
الغير شقيقات ذاهبون للحفل ولكن لم يُعجب ذلك الأمر طيور سندريلا فقاموا بفقع عين
الأختان.