محمد الدريدي يكتب: لا تترك روحك

في طريق الحياة، ستتعثر كثيرا، ستواجه أمورًا لم يكن لك بها علم، ستتحدث كثيرا وكثيرا مع روحك، ستكرر أخطاءك وتقابل تجاربك بشيء من السخرية، ستحاول بكل جهد أن لا تلجأ لتأنيب ذاتك، ستلجأ للهروب دوما عندما تقابل حزنك، بكل سهوله سيكون ملجأك الأبدي، هو سجنك الذي صنعته بأسوار عالية، ستصبح شائكة مع مرور الوقت، وستتحسر على كونك صانع الأزمه وليس فارجها، في طريق الحياة سيواجهك موقف، ستقف أمامه أصم لا تستطيع الرد أو حتى اللحاق بأحلامك التي تبهت يوما بعد يوم، ستروي آلامك للجميع، منهم من سيحطم آمالك الباقية، ومنهم من سيحول حزنك إلى نكتة مضحكة ستجدها سخيفه بالطبع ولكن لا تنتظر أن يمد لك أحد يد عون أو دعمًا كان.

يومًا ما سيقف العالم أمام عينك، ستظن بكامل قواك العقلية أن كل شيء خافت، يوما ما ستبتهج لك الحياة، وستقف في ذهول، كيف حدث ذلك بين ليله وضحاها؟ ستتمكن من فهم روحك وستبتعد عمن حولك حتى أقرب المفضلين لك، ستجد ملاذا في وحدتك.

أراهنك أنك هنا ستبني كبرياءك الذي حطمته الأيام، ستروج لأفكارك وتقنع من حولك أن ينظر لك وأنت تمتطي جيادك وتصنع المستحيل، لا تحاول هنا أن تنتظر عيون الفرحة في عيونهم، لا تنتظر وتنظر وراءك، سيبدو لك الأمر وكأنك ما زلت تعافر ولم تصل إلى نهايتك السعيدة، إلى قمة أحلامك الممكنة.

في طريق الحياة، ستقابلك إشارات، إنها الأقدار، تجارب تصنف بغير مكتملة، تخطَّ ذلك، ابحث عن عدم التعلق، حتى إن تعلقت بشخص ما أو توقفت الحياة أمامك عند رحيل ما تعلقت به، تذكر أنك المسيطر ولا تترك لقلبك مفرًّا للتحكم بمصيرك، جميع من حولك لن يفهم ما مررت به، ولن يفهم ما تريد أن تكون، جميعهم سيقفون في ذهول وتهتز أيديهم وستسمع أصواتهم فقط حين تصعد إلى قمة أحلامك.

فكن البادئ وليس اللاحق.