الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

هاني جميعي يكتب: «بركة العروس».. عندما تنقذ الصورة فيلمًا بدون حوار

الإثنين 21/نوفمبر/2022 - 08:53 ص
هير نيوز

من أول مشهد في الفيلم اللبناني «بركة العروس» للمخرج باسم بريش، الذي عرض مساء السبت 19 نوفمبر، ضمن فعاليات الدورة الـ 44 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تشعر وكأنك أمام سينما يسري نصرالله، أو داود عبد السيد، اللذين يهتمان كثيرا بــ«التامبو» أو الإيقاع الهادئ، فضلا عن جمال الصورة في مساحات تصويرية هادئة ومريحة للعين، والديكور الهادئ أيضا الذي يتناسب مع الخلفيات الموسيقية وطبيعة المكان.

الفيلم بطولة كارول عبود وأمية ملاعب، بالاشتراك مع ربيع الزهر، وأنطوانيت نوفيلي، وفادية التنير، وفادي صقر، ونسرين خضر، ودانا ضيا، من إنتاج جانا وهبة لشركة The Attic وكتابة وإخراج باسم بريش، كما شارك غسان سلهب في كتابة الفيلم، ونديم صوما كمدير تصوير، ورنا صباغة كمنتيرة.

المخرج اعتمد على جماليات الصورة والموسيقى أكثر بكثير من السيناريو، الذي لم يتخطَ بعض الجمل الحوارية البسيطة جدا على مدار ساعة وثلث، لدرجة وجود بعض المشاهد الصامتة تماما، والتي يعبر من خلالها المخرج عن المعنى بالصورة والمؤثرات الموسيقية وخلفية جميلة من أغاني الزمن الجميل.

الفيلم إنتاج لبناني قطري، ويشارك في مسابقة «آفاق السينما العربية» بالمهرجان لأول مرة عالميًا، تدور أحداثه حول سلمى التي عاشت لسنوات وحيدة بدون رجل، لم تحقق ما تصبو إليه، وتخلت عن كثير من أمور حياتها، إلا أنها لا تنسى الماضي – الحاضر دائما في ذاكرتها – والذي يرسل إليها بابنتها مطلقة تتعرض للإجهاض.

رغم تصريح المخرج بأن الفيلم استغرق منه عامين لكتابته، لكن المشاهد أو المتلقي العادي لم يشعر بالحوار في الفيلم، فأغلب المشاهد صامته تتحدث فيها الصورة فقط، لا جُمل لا سيناريو لا نقاشات، فقط الاستعانة بتعبيرات الوجه والصورة والديكور والموسيقى، وكل هذه الأشياء كان لها دور كبير في ظهور الفيلم بهذا الشكل.

المخرج أصر خلال مناقشة الفيلم على أنه لا يسعى لإظار مشكلة بعينها أو توصيل فكرة للمشاهد، بقدر ما يسعى لوضع مجموعة من الصور والتعبيرات والأحاسيس التي تعبر عن ما يدور بذهنه، وما تمر به بطلات الفيلم (الأم وابنتها وجيرانها)، مؤكدا أنه لا دلالات على أشياء بعينها وللمتلقي الحرية الكاملة لتفسير الأحداث وفقا لما يراها، وهي سمة في بعض المخرجين الذين لا يرغبون في التحدث مباشرة عن فكرة العمل ويتركون الاستنتاجات للجمهور، أو للصورة تتحدث عن العمل.

 أحداث الفيلم أظهرت البطلة وحيدة ومسئولة تتحمل هذه المسئولية بدون رجل، في مونودراما صامته راهن عليها صناع الفيلم يبدو أنها من الممكن أن تأتي بثمارها، في غياب واضح للنص.

ads