الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

ما لا تعرفيه عن السيدة بنفشة.. الجميلة حظية الخليفة العباسي.. نشرت المذهب الحنبلي في العراق

الأحد 13/نوفمبر/2022 - 11:04 م
السيدة بنفشة
السيدة بنفشة

لم تكن السيدة بنفشة جارية عربية مسلمة كسائر الجواري التي كان يتخذها الخليفة العباسي حظيات له، بعد أن قضي معهن أوقاته، بل كانت جارية رومية الأصل، بيعت للخيلفة العباسي المستضيء، فوجد فيها جمالا روميا يجذبه إليها وكأنه مغناطيس بقوة جذب عظيمة، ولم يفلح الخليفة إلا بزواجه منها.




وقد ساهمت السيدة بنفشة في نقلة حضارية لعاصمة الخلافة العباسية في ظل كونها زوجة الخليفة، حيث أنشأ العديد من المنشآت الدينية والخدمية والتعليمية، وكانت سببًا في نشر المذهب الحنبلي في أرجاء العراق.


من هي السيدة بنفشة

بنفشة هي جارية رومية حملت الإسم منذ صغرها، ويعني اسمها بالفارسية "زهرة البنفسج"، اشتراها الخليفة المستضيء بأمر الله فأصبحت من محظياته المفضلات لما وجد فيها من جمال وقلب طيب وتدين على غير عادة الجواري، ثم تزوجها بعد ذلك.

والخليفة المستضيء زوج بنفشة، هو و محمد الحسن بن يوسف، وقد كان خليفة عباسي حكم في بغداد بين عامي 566 هـ إلى 577 هـ، وذلك بعد أبيه المستنجد بالله، وبعد وفاته خلفه الناصر لدين الله.

وهو الخليفة العباسي الذي استطاع صلاح الدين الأيوبي في عهده استعادة القدس جزئيا، ثم استعادها كاملة بعد حربه مع الصليبيين في عهد ابنه الناصر لدين الله.



حياة السيدة بنفشة

 منذ أن كانت السيدة بنفشة جارية في قصر الخليفة العباسي، عرف عنها التدين وحب أعمال الخير والتصدق على الفقراء، وكانت قريبة إلى نفس الخليفة عن باقي الجواري، وجعلها محظيته الأولى من بينهن.

حتى أنه بنى لها قصراً كبيراً عرف بدار سوق التمر، وكان له باب عال ويقع هذا القصر في الجانب الشرقي من بغداد، وبعد أن تزوجها الخليفة المستضيء لم تنجب منه.

ومع ذلك فقد ساهمت في تدعيم كفة الأمير أبو العباس أحمد ابن ضرتها زمرد خاتون ليكون المرشح للخلافة بعد وفاة أبيه بدلا من أخيه الأمير هاشم، وبالفعل تولى العرش الأمير أبو العباس ولقب بالناصر لدين الله، وقد شكر لها موقفها فأسكنها في قصر كبير.



خدماتها وإنجازاتها

قدمت السيدة بنفشة أعمالاً كثيرة وأنشأت مؤسسات ضخمة في عهد زوجها لخدمة أهل بغداد، ولا تزال آثارها باقية حتى وقتنا هذا، كما كان لها فضل كبير في نشر المذهب الحنبلي في العراق بعدما أنشئت أول مدرسة فقهية لتدريس المذهب الحنبلي.

حيث أنفقت بنشفة الكثير من الأموال في بناء المدارس فقد بنت مدرسة كبيرة لتدريس المذهب الحنبلي في بغداد عرفت بمدرسة بنفشة أو المدرسة الشاطئية في الجانب الشرقي من بغداد، وجعلت إدارتها إلى ابن الجوزي.

وبَنَت جسرا كبيرا عرف بالقنطرة على نهر عيسى في الجانب الغربي من بغداد، وبعد انتهاء بناء قصرها المعروف بدار سوق التمر أمرت بإنشاء جسرٍ إلى جواره، يربط بين الكرخ والرصافة لتسهيل مرور الناس لوجود جسر واحد فقط،.

ومن إنجازاتها وخدماتها أنها بنت رباط للنساء المتصوفات في بغداد سنة 573 هـ حيث يقدم السكن والطعام، وجعلت المشيخة في الرباط إلى أخت الشيخ الصوفي أبي بكر الزوزني.

كما كانت تخرج في عيد الفطر زكاة الفطر صاعًا مِن ذهب وتفرقه على الفقراء والمحتاجين، حتى أنه في عهد زوجها لم يوجد فقير واحد في بغداد، كما أعتقت الكثير من الجواري والمماليك، وأنهت ما يسمى بحظيات الخليفة.



وفاتها

توفيت السيدة بنفشة ببغداد في نهاية ربيع الأول سنة 598 هـ، ودفنت في تربة ضرتها السيدة زمرد خاتون بالشونيزية بجانب الكرخ من بغداد.



ads