إسراء الصناديدي.. من حزن الإخفاق إلى ابتكار أول جهاز من نوعه لتنشيط المخ
كتبت الباحثة المصرية إسراء الصناديدي، اسمها بأحرف من ذهب، في سجلات المبتكرين، وذلك بعدما نجحت ابتكار جهاز هو الأول من نوعه لتنشيط المخ يعمل بدون بطارية ويعتمد الشحن على حركة التنفس بالجسم، من خلال دراسة عملية بجامعة كونيتيكت بالولايات المتحدة الأمريكية.
ووفقا لـ"سكاي نيوز" قالت إسراء: هذه أول مرة يتم فيها تصميم جهاز يعمل على تنشيط المخ، لا يعمل ببطارية عادية وإنما يعتمد على طاقة التنفس الخاصة بالإنسان في توليد الطاقة اللازمة لتشغيله، كما أنه مصمم لتنشيط المخ ببعض النبضات الكهربية، والتي لها دور كبير في علاج أمراض الشلل الرعاش وبعض الأمراض النفسية مثل OCD والاكتئاب الحاد المقاوم للأدوية.
الباحثة وزوجها إسلام موسى أضافا، أن الجهاز يعتبر نوعا من العلاج الشخصي personalized treatment، لأن مكان زرع الأقطاب بالمخ وعدد النبضات بالثانية وعرض النبضة الواحدة ومدة التنشيط الكهربي كل يوم تختلف من مريض لآخر حسب حالته.
أول جهاز منشط للمخ
وتابعا: استطاع فريقنا البحثي صناعة أول جهاز منشط للمخ العميق يعمل بدون بطارية ولا يحتاج للتغير بشكل دوري، كما هو الحال في الجهاز الحالي، الذي قمنا بتطويره ويعمل على الاستفادة من الطاقة الحركية للرئة أثناء التنفس وتحويلها لطاقة كهربية، والتي بدورها تقوم بشحن الجهاز، بمعنى أنه جهاز يتم زرعه مرة واحدة في عمر المريض ولا يحتاج لتغيير أو صيانة مرة أخرى إطلاقًا.
وقالا: إن الجهاز لم يصل للتجربة على الإنسان بعد، ولكن تمت تجربته على النسيج الحيواني، وتم إثبات أن الجهاز يعمل ويستمد الطاقة من التنفس ويستطيع تنشيط المخ، وأن التطوير للأجهزة الطبية التي تتم زراعتها في جسم الإنسان يستغرق سنوات طويلة لقياس عوامل الأمان والحصول على التصريح بالاستخدام الطبي على البشر، ولكن البحث قدم النموذج الأول للجهاز والذي سيخضع للتجربة لسنوات أو شهور قبل استخدامه في جسم الإنسان.
يشار إلى أن الدراسة ضمن أبحاث الدكتوارة للباحثة إسراء الصناديدي وهي الباحث الأول فيها، وزوجها إسلام موسى كان أحد الباحثين بفريق الدراسة المكون كذلك من باحثين نفس الجامعة، والدكتور ماهر القاضي من جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس، ومتخصصين من جامعة بيرن بسويسرا.. وتم نشرها في المجلة العلمية الأمريكية المتخصصة في نشر أبحاث علوم الفيزياء والعلوم الحيوية Cell reports physical science.. كما نشرت جامعة كونيتيكت Connecticut بالولايات المتحدة نتائج الدراسة عبر موقعها الرسمي.
اقرأ أيضًا..
حصة بنت عيسى.. شعلة من النشاط تبوأت المراكز المرموقة في الإمارات
الأولى على دفعتها
إسراء تخرجت في كلية العلوم بجامعة طنطا قسم الكيمياء الحيوية وكانت الأولى على دفعتها عام 2010، وسافرت إلى أمريكا مع زوجها وحصلت على الدكتوراة من جامعة كونيتيكت، وحاليا تعمل عالم أول في معامل أسترازينيكا بالولايات المتحدة.
حلمها
كان حلمها دخول كلية الصيدلة، إلا أن مجموع مادة الفرنساي حال دون حصولها على مجموع كبير لدراسة الصيدلة، وعاشت هي أسرتها في حالة حزن وظلت محبطة لفترة، لكن بمجرد أن فرّغت شحنتها من الحزن وقفت مع نفسها لتأخذ قرارًا بأن تتفوق فى كلية العلوم لتثبت لنفسها قبل أن تثبت للجميع أنها ليست فاشلة، حيث تقول: «فوجئت بعد نهاية السنة الثانية من الكلية أننى من الطلاب الخمسة الأوائل على الكلية، وتحمست بشدة».. وفقا لحوار لها مع «المصرى اليوم».
زوجها إسلام
موسى
أما زوجها إسلام موسى فقد تخرج في كلية العلوم بحامعة طنطا أيضا عام 2006 وتم تعيينه معيدا بها وحصل فيها على درجة الماجستير ثم انتقل للولايات المتحدة وحصل على الدكتوراة في الكيمياء الحيوية من جامعة كونيتيكت.. تمكن مع فريق بحثي أمريكي من التوصل إلى منظم صناعي لضربات قلب الإنسان يعمل بطاقة الجسم ولا يحتاج إلى بطارية، ثم تحول إلى رجل صناعة وأسس شركة متخصصة في إنتاج تقنيات الطاقة النظيفة وحصل على جائزة مرموقة كمؤثر في الصناعة والاقتصاد الأمريكي.