لهذه الأسباب الشرعية.. لا تضربي أبنائك على وجوههم
من المعروف أن التربية للأبناء أمر في غاية الصعوبة، لأن كل جيل من الأجيال له بيئته وتقاليده التي تختلف عن بيئتنا ونحن أطفالا، ولهذا فإن التربية في ظل هذا الاختلاف تحتاج إلى ضبط النفس ومعرفة بأساليب التربية السليمة.
ولعل من هذه الأسس السليمة للتربية تلك التي وضعها الإسلام، ولذلك فإن التربية الإسلامية للنشء تجعل منهم اجيالا ناشئة في معية الله تعالى وملتزمة بالآداب والأعراف والقيم الدينية.
ومن أول أسس التربية السليمة للأطفال في الإسلام عدم ضرب الأمهات والأباء لأبنائهم على وجوههم، حيث نهى الإسلام عن ذلك نهيا قاطعا لما يترتب عليه من مضار نفسية عند الطفل.
حكم الشرع
ويقول الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن النبي صلى الله عليه وسلم، حرم الضرب على الوجه سواء فى ذلك الصغير أو الكبير، حيث ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ».
وأضاف أمين الفتوى، بأن وجه الإنسان سواء أكان صغيرًا أو كبيرًا هو على صورة الوجه الذى خلقه الله لسيدنا آدم أبي البشر، بل إن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نهى عن ضرب الوجه حتى فى القتال.
وبين أن في ذلك امتهانًا للمضروب، وكذلك الصوت العالى فلم يكن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرفع صوتًا لا فى الأمر ولا فى النهى بل كان معتدلًا وكان يرشد السيدة عائشة أم المؤمنين فكان يقول يا عائشة: «إنَّ الرِّفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلَّا زانه، ولا يُنزعُ من شيءٍ إلَّا شانه».
وأشار أمن الفتوى إلى أنه يجب على الآباء عند تربية الأبناء أن يكون ذلك بالرفق، ولا يعني الرفق التساهل، وإنما يعني عدم الغضب أى حزم مع رفق وليس تساهلًا أو تفريقًا حتى ينشأ أولادنا أسوياء، فلا تكون لديهم عقد نفسية.
وتوجه أمين الإفتاء بالنصيحة للأمهات والآباء قائلا: ننصح الآباء والأمهات بشكل عام أن يكونوا رفقاء فى تربية أولادهم أيا كانت أعمارهم فإن ذلك يساعد على تنشئة جيل سوي نفسيًا وسوي الأخلاق.