استشاريون: المرض النفسي بريء من الاغتصاب.. والمغتصب منحرف أخلاقيًا
الأحد 06/نوفمبر/2022 - 06:35 م
هويدا علي
شهدت إحدى قرى محافظة الدقهلية، تفاصيل جريمة بشعة عندما قام رجل خمسيني بالاستسلام لشيطان، فاستقطب 4 أطفال من بنات جيرانه، لتنفيذ فكرته الشيطانية، التي كانت قد اختمرت في رأسه ليتحرش بهن ويعتدي عليهن، مستغلا حيلة توفير ألعاب إلكترونية على هاتفه المحمول لهن، حتى يستطيع أن يستدرجهن لتنفيذ مخططه الشيطاني وقام باغتصابهن.
وعن التفسير النفسي قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الأمراض النفسية بالأكاديمية الطبية، إلى أن اغتصاب الأطفال نوع من انواع الشذوذ الجنسى، والخروج عن المألوف، وممارسة الجنس مع الأطفال أو كبار السن أو الموتى أو الحيوانات تم تصنيفه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية على أنه اضطراب سلوكي، وليس مرض نفسى منذ عام 1992، وخرج عن إطار الأمراض النفسية.
أشار إلى أن شخصية المغتصب امتزاج ما بين السمات الإجرامية والسادية، لأن الطفل أو الطفلة المعتدى عليها ستبكى وتصرخ من الألم، ومنها يتلذذ هو بسماع آلام الآخرين، ولا يفرق معه السن، والجزء الثانى أنه يشعر بنوع من السيطرة.
أضاف أن الشخص المغتصب ليس مريضا نفسيا، ويمكن أن يصنف مضطرب جنسيًا، مع غياب الضمير الأخلاقى والوازع الدينى والنفسى، بالإضافة إلى كونه شخصًا أنانيًا.
هلاوس جنسية
أكدت الدكتورة أمال حسين، استشاري العلاقات الأسرية، أن المغتصب دائما ما يكون مصاب بهلاوس جنسية، ويتحرش فى أى مكان، ويتأمل فى جسم الأشخاص المارين أمامه، وتصدر عنه سلوكيات غريبة، أو التحرش اللفظى، ويتعامل مثل الحيوان الذي لا يتحكم فى غرائزه ويكون مشوش التفكيره.
وعن الأمراض النفسية التى تصيب الأطفال الذين يتعرضون للاغتصاب والتى تنقسم لجزأين، أحدهما قصير المدى وهو الذي يحدث كرد فعل فى أول 6 أشهر، إذ يتصف الطفل في هذا الوقت بالعنف الشديد، واضطرابات النوم والقلق والأرق وحركة مفرطة وتأخر دراسي، والجزء الآخر هى طويلة المدى بعد 6 أشهر وتتمثل فى الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.
لفتت إلى أن الحالة المعتدى عليها تكون معرضة لاضطرابات نفسية وسلوكية مثل حالات الإنطواء والخجل والعزلة الاجتماعية والخوف والتوتر ومن الممكن أن تدخل فى نوبة اكتئاب وفى بعض الحالات ينعكس السلوك بعدوانية.
اضطرابات النوم
وأضافت أن المشكلات السلوكية التى تتعرض لها الطفلة تكون مثل اضطرابات النوم وفقدان الشهية واضطرابات فى الإخراج واضطرابات فى الكلام والنطق، وإذا كان الطفل كبيرا هذا الفعل أكثر من مرة، فقد يصبح الطفل شاذ جنسيًا، وقد يرتبط مع الطفلة الجنس بالألم فترفض الزواج وتبتعد عنه.
أوضحت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، أن العلاج يجب أن يكون طبيًا ونفسيًا واجتماعيًا، ويفترض أن لا ينصب الناس على فكرة أن الطفل المغتصب يجب أن يكبر على أن يكون شاذا جنسيا فيتحرج الأهل من الاعتراف، وعلى الأسرة أن تتعامل بوعى ولا تلوم الطفل أبدا، وأن يساعدوا الطفل فى التفاعل الاجتماعى لأنه سيكون خائفًا من المراهقين أو كبار السن.
وأضافت، أنه لابد أن يكون هناك تأهيل نفسى للطفل وأن يكون دور الأسرة قويًا فى هذه المرحلة.. مشددة على ضرورة أن يكون هناك مراكز نفسية للأطفال خاصة فى لعلاج هذه الجوانب، لأن عدم الاهتمام بنفسية الطفل وسلوكه مثل المراهقين والشباب أمر فى غاية الخطورة والاعتداء الجنسى على الأطفال، أصبح أمرا يحدث كثيرا مؤخرا.
أما بالنسبة للمغتصب نفسه فهو يعاني من الأمراض البيولوجية مثل ارتفاع معدلات التلوث البيئي، ما يسبب ميلًا إلى العنف، كما أنه توجد أسباب نفسية واجتماعية وسياسية، مثل التفكك الأسري والزحام والقمع أو الحرمان من الاحتياجات الأساسية.