مُبدعات في الشعر القديم.. تعرفي على خالدة بنت هاشم «قبة الديباج» وحكيمة العرب
عرف
العرب قديما بفصاحتهم وبلاغتهم وشعرهم الذي كان فخرا لهم، ولم تكن نساء العرب
بمنأى عن هذا الفخر وعن هذه الفصاحة البلاغة، فقد حفل التاريخ العربي منذ نشأة
العرب العاربة بمئات من الشاعرات العربيات اللاتي لازلن شعرهن يتردد صداه حتى
يومنا هذا
ومن بين شاعرات العرب اللاتي عرفن بفصاحتهن وبلاغتهن وقولهن للشعر الشاعرة العربية خالدة بنت هاشم، حيث نتعرف اليوم على هذه الشاعرة وأبرز شعرها.
من هي خالدة
هي
شاعرة عربية جاهلية واحدة من شواعِر العرب وحَكيمة من حَكيماتهم اللاتي عرفن
بالفطانة والحكمة والذكاء، وهي من قَبيلة قريش ابنة هاشم بن عبد مناف والأخت غير
الشقيقة لعبد المطلب بن هاشم.
وهي
عمة حمزة بن عبد المطلب والعباس بن عبد المطلب وأبو طالب بن عبد المطلب وصفية بنت
عبد المطلب وعبد الله بن عبد المطلب والِد النبي عليه الصلاة والسلام، وكذلك عمة
أبو لهب، وكَانت تُسَمى باسم "قبة الديباج"، و لها شِعر في رثاء أبيها، عده
الأدباء من أفصح الشعر العربي.
والدها
هو هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب، من أشراف العرب وساداتها وجد
النبي عليه الصلاة والسلام، أما أمها فهي واقدة بنت أبي عدي بن عبد نهم بن مازن بن
صعصعة المازنية.
وأخوتها من الأولاد بالترتيب عبد المطلب بن هاشم، وأسد بن هاشم، وصيفي بن هاشم، أبو صيفي بن هاشم، ومن البنات نضلة بن هاشم، والشفاء بنت هاشم، وضعيفة بنت هاشم، ورقية بنت هاشم، حية بنت هاشم.
ما جاء في شعرها
عد
الأدباء والمؤرخون خالدة بنت هاشم من أفصح نساء العرب شعرا وبلاغة، وقالوا أن لقب
"قبة الديباج" الذي حملته كان بسبب حكمتها وشعرها الفصيح الذي جمع في
بيت واحد لها جميع بحور الشعر، وأطلقه عليها جدها.
وروي
عنها أنها قالت لأخ لها وقد سمعت تجهم صديقاً له: "أيَ أُخي لا تطلع من
الكلام إلا ما قد روأت قبل ذلك، ومزجته بالحلم، وداويته بالرفق فإن ذلك أشبه بك"،
فسمعها جدها عبد مناف بن قصي، فقام إليها وحضنها وقبلها، وقال لها: واهاً لكِ يا
قبة الديباج فكانت تُلقب بِذلك.
ولما توفي أبوها هاشم بن عبد مناف قالت خالدة
ترثي في ديوان شعر من أفصح ما يكون حيث قالت:
عيني
جودي بعبرة وسجوم ... واسفحي الدمع للجواد الكريم
عين
واستعبري وسحي وحُجى ... لأبيك المُسود المعلوم
هاشم
الخير ذي الجلالة والحمد ... وذي الباع والنَّدى الصميم
وربيع
للمجتدين ومُزْن ... ولزارٍ لكل أمر جسيم
شمري
نماه للعز صقر ... شامخ البيت من سَراة الأديم
شَيْظَمي
مهذب ذي فضول ... أبطحي مثل القناة وسيم
صادق
البأس في المواطن شهم ... ماجد الجد غير نِكْسٍ ذميم
غالبي مشمر أخوَذي ... باسق المجد مضرحي حليم
وقالت
أيضاً ترثيه:
بكت
عيني وحق لها بكاها ... وعاودها إذا تحس قذاها
أبكي
خير من ركب المطايا ... ومن لبس النعال ومن حذاها
أبكي
هاشماً وبني أبيه ... فعيلَ الصبر إذ منعت
كراها
وكنتُ
غداة أذكرهم أراها ... شديداً سقمها بادٍ جواها
فلو
كانت نفوس القوم تُفدى ... فديتهم وحق لها فداها
وقيل أن هاشم بن عبد مناف، حفر بئراً ثم جاء عبد المطلب بن هاشم فوهَبها لولد عمه عدي بن نوفل وذلك حين حفر بئر زمزم وكثر الماء بمكة فقالت خالدة: نحن وهبنا لعدي سَجْله في تربة ذات عَذاة سهله، تروي الحجيج زُغْلَةً فزغله.
وفاتها
لم
يذكر المؤرخون أن الشاعرة العربية خالدة بنت هاشم أدركت النبي أم لا، ولكنها توفيت
ودفنت بمكة المكرمة.