عمرو عبد الفتاح يكتب: في بيتنا فيس بوك
بعض المصريين أصابهم الهوس بالسوشيال ميديا
حتى إن كثيرين منهم إذا طبخوا طبخة صوروها وأنزلوا تلك الصور على الفيس بوك مع تعليقات
غريبة من أبرزها ما يلي:
"أحلى فطار"، "أحلى غدا"،
"تسلم إيديا"، عمايل إيديا وحياة عينيا"، "إيه يا بت الجمال
ده"، "تعالوا كلوا"، "اهري يا مهري وانا على مهلي".. إلى
آخره من التعليقات التي لا ندري أتدعو للسخرية أم للشفقة أم للإعجاب حقًّا؟
والأغرب أن تأتي الردود والتفاعلات بتعليقات
متنوعة ما بين الدعاء والسخرية والضحك، كالتالي:
"تسلم إيدك"، "أنا جايا
آكل"، "عملتيه ازاي"، "طب ما انتي شاطرة أهو"، "يا
جمالو يا جمالو"، "إيه العك ده"..
ويأتي السؤال: ما علاقة الفيس بوك بحياتنا؟
وهل هو ضيف عندنا أم نحن ضيوف عنده؟
الذي اخترع الفيس بوك نجده الآن حائرًا
ولسان حاله يقول: لم أخترع الفيس لهذه التفاهات.
هذا عن الأكل فما بالكم بمن يستيقظ ويشعر
أنه حزين أو كئيب فيدخل على الفيس ويكتب: "فلان يشعر بالحزن"، أو
"لا حول ولا قوة إلا بالله"...
والغريب أن الناس يتفاعلون معه وكأنهم فهموا
أن به شيئًا فيبدؤوا بالتعليقات، ومن أبرزها: "خير يا فلان؟"، "خير
اللهم اجعله خير"، "طمنونا يا جماعة"، "فيه إيه؟"،
"إيه اللي حصل".
فيعود صاحب البوست ويرد قائلًا: "لا
أبدًا مهموم شوية".
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما دخل الفيس بوك
بهمومك ومشاكلك وفرحك وأكلك وشربك وحياتك وابتلاء ربنا ليك؟
لو نظرنا للممثلات والنجوم سنجدهم يفعلون ذلك
على إنستجرام كل بضعة أيام، إن لم يكن يوميًّا، ولكنهم قاصدون ذلك حتى يتفاعل
الناس مع تلك الصور أو تلك الحالات.
أما نحن فلسنا نجوم المجتمع ولسنا فنانين أو
مشهورين حتى نُطمئن الناس على أحوالنا أولا بأول.
نصيحة عامة
إلى هؤلاء الذين جعلوا الفيس بوك إنسانًا يعيش
معهم ويعرف كل أخبارهم أولا بأول حلوها ومرها، ألا تخشون إن كان ما تعرضونه حلوًا
أن تصابوا بالحسد.. وإن كان ابتلاء أو مرضًا أو ما أشبه أن يشمت بكم الشامتون أو
تكون شكوى الله للناس؟
أيها
الناس ألا تعقلون؟
الفيس بوك أنشئ للتواصل الاجتماعي وليس
للاستعراض والتباهي بطعامنا وزينة الحياة التي خصنا الله بها دون غيرنا، فما بالكم
وأنتم تعرضون ألوان الطعام أن الناظرين ربما بهم فقر وحاجة؟
فما بالكم وأنتم تعرضون فساتين الزفاف
وألوان الملابس أن غيركم محرومون؟