حكم الدين في مخالفة أمر الوالدين عند اختيار الزوج المناسب
لا شك
أن كل أب وأم يبحثان عن المصلحة العليا لبناتهما، فيقومان بالبحث عن شريك الحياة
المناسب الذي يصون ابنتهما ويجعلها في كلتا عينيه.
ولهذا
نرى أن هناك حالات من الإجبار في بعض الأحيان للبنات في اختيار شريك الحياة
والزوج؛ لما يرون فيه من خصال يطمأنون لها، وبالتالي يجبران الفتاة على الزواج
منه.
ولكن
ما حكم الدين في مخالفة البنت لأمر والديها في اختيار الزوج المناسب، وهل يعتبر
عقوقا أم لا؟..
رأي الدين
يقول
الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه لا يجوز شرعًا إجبار الفتاة
البالغة العاقلة على قبول الزواج بغير من ترضاه؛ سواء كان كفؤًا أو غير كفؤ، ويشتد
المنع إذا كان هذا الشخص مجنونًا أو معتوهًا.
ولفت
أمين الفتوى إلى أن عقوق الوالدين المحرم هو مخالفة أمرهما بما يؤدي إلى أذيتهما،
ولم يكن لأمرهما مصلحة ظاهرة لهما، ولا أثر بالغ عليهما، وإنما نشأ عن رغبة نفسية،
أو هوى قلبي.
وأوضح
أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، بأن الإسلام أمر ببر الوالدين وحُسن صُحبتهما وإن كانا
مُشركين، متجاوزًا في ذلك مسألة الإيمان، ولكن يجب التفرقة هنا في مصلحة البنت، فإذا
كنا فى حالة خطبة فينبغي على الخاطب والمخطوبة أن يراعيا قصد الوالدين ولا يتصرفا إلا
بقصدهما.
اقرأ
أيضًا..
ما حكم الشرع في وضوء المرأة وهي عارية بالحمام؟
فإذا
كانا أقدما على مرحلة الزواج وجاء نصح الأم أو الأب بعد كتب الكتاب فلا يطاعا فى هذا
الأمر بالتحديد لأنهما أصبحا متزوجين، وللعلماء قاعدة فى ذلك "أنه ليس من الحقوق
عقوق"، أى من حق الشاب والفتاة أن يكونا متزوجين فليس فى ممارسة حقهما عقوق للوالدين.
ونبه
أمين الإفتاء، إلى أنه إذا نصح الوالدين أولادهما بعدم الارتباط من هذا الشخص فيؤخذ
بمشورتهما ولكن هذا يكون قبل الخطبة أو بعدها، أما بعد الزواج فلا يسمع بكلامهما، فإذا
تزوج الشاب فلا يطلق زوجته بناءً على كلام والديه فهذا ليس من البر، كذلك مع الفتاة
إذا تزوجت فلا تطلب الطلاق من زوجها إذا حرضها والداها على ذلك.