الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«رجالة عالة».. مكالمة مع زوجة حمادة

الخميس 20/أكتوبر/2022 - 06:18 م
هير نيوز

كثير ما نسمع من بعض الزوجات شكاوى بأن الزوج "سي السيد" موديل 2022، يجلس في المنزل مع الأطفال نهارًا وفي الليل يطير إلى المقهى مع أصدقائه، بل ويُطالب بمصاريفه الشخصية من زوجته، لأنها تعمل، وإذا تجرأت زوجته وطلبت منه أن يبحث عن عمل تخرج الأعذار والمبررات على الفور.

والأعذار المعروفة للجميع هي "أنا مقدم على 20 شغلانة ومنتظر الاتصال" و"البنات ليهم حظ في الشغل أكتر من الشباب" و"بصراحة أنا لا أقبل من أي شخص أن يتطاول عليّ ويُقلل من شأني كوني كسولًا بعض الشيء أو تأخرت عن العمل بسبب المواصلات".

ويعقب تلك الأعذار نظرة رومانسية حانية، ثم قبلة على يد زوجته وسيل من الكلام المعسول مثل: "وبعدين إحنا واحد"، و"اللي معاه يكب على الفاضي"، و"شوفيلي بقى 500 جنيه ضروري، يرضيكي جوزك حبيبك يكون أقل من أصحابه؟"، والكثير من الكلام الذي يُثير الذهول كون رجل يقبل أن يكون عالة على زوجته بهذا الشكل، أو يقول مثل هذا الكلام حتى لو على سبيل الهزار.

كان لا بد من تلك المقدمة بشأن هذا النوع من الرجال، لأروي قصة فى أحد الأيام تلقيت مكالمة من رقم مجهول، وكانت صاحبة المكالمة سيدة صوتها هادئ يسكنه الأحزان، وتسمع في لحظات صمتها آهات الألم والحسرة المصحوبة بالدموع.

قالت السيدة الفاضلة إنها تعمل بأحد البنوك، وسعيدة بعملها، وتزوجت من شاب وسيم وطيب ولكنه "دلوع" جدًا، وكانت البنات تتنافس عليه بحسب وصفها، مضيفة: "لكني سحقتهن جميعًا وتزوجته وكان هذا أكبر انتصارًا حققته في حياتي، وكنت محقة في أن أحارب حتى أتزوجه والحمد لله انتصرت وتم الزفاف وعشت عامين من السعادة التي تحسدني عليها صديقاتي قبل أعدائي، فكانت حياتي كلها ضحك ومرح حتى وصل طفلي الأول الذي حقق بقدومه السعادة الكاملة".

وتابعت السيدة: "كان زوجي صاحب مشروع ولكنه ترك المشروع ولم يهتم به، حتى خسر وقام بإغلاقه، وإذ بوالدته (حماتي) تداعب شعر زوجي وتقول له بالحرف الواحد اوعى تزعل نفسك يا حبيبي، حبيبتك وزوجتك مرتبها كبير وتصرف على بيت، وعشرة وهي ميرضيهاش إنك تشتغل عند الناس وتتهان".

وفجأة توقفت السيدة عن الكلام وسادت لحظات من الصمت، حتى ظننت أن رصيد هاتفها قد نفذ أو انقطع الاتصال، فحاولت التأكد فإذ بصوتها يخرج مكتوما مخنوقا قائلة: "أيوة مع حضرتك"، وانفجرت في البكاء.

حاولت أن أساعدها على مواصلة الكلام، وقلت لها: "أكيد زوجك صرخ في أمه وقال لها إنه رجل لا يقبل أن تصرف زوجته على بيته، ولا بد من الخروج من هذه الأزمة والوقوف على قدميه مرة أخرى وأن راتب زوجته ملكها هي فقط، معنفا والدته"، وعلا صوتي وأنا أقول لها "بالتأكيد زوجك فعل ذلك".

ولكن ما حدث وفاجأني، كانت ضحكة عالية جدا مصحوبة بقهقهة منها وانفعلت قائلة: "كيف تقول هذا الكلام، ما قلته حضرتك عيب أن يقال" فاعتذرت لها وأخبرتها أنني فقط حاولت توقع رد فعله.

بعد فترة صمت، قالت السيدة: "وجدت زوجي يقترب مني ويأخذني في حضنه ويقبلني أمام أمه، ويداعب شعري ويقول لي ما رأيك في اقتراح ماما؟ فنظرت حولي للحائط ثم إلى أمه، ولم ينطق أحد منا، فاعتذرت من والدته ودخلت غرفتي ولم أتمالك دموعي وبكيت بصوت عالِِ ولطمت خدودي لأن هذا شبه رجل وليس رجلاً على الإطلاق".

وهنا كان يجب عليّ أن أتدخل، فقلت لها: لابد أن تعلمى أنه "يجب على الزوجة أن تساند زوجها في أزماته، وتكون له سندا وداعما لكي يقف على قدميه مرة أخرى وقد يرد لها مالها وأكثر"، وجاء ردها بانفعال".

"البيه خلاص، مش ناوي يشتغل تاني خالص، ولا يفكر في عمل مشروع، ولكن سوف يعيش ويأكل وينام ويدلع كمان والمدام تصرف وتشتغل وتقوم بمهام المنزل والأولاد والحقوق الزوجية وقبل أن تنام تقول له راضي عني يا حبيبي".

وواصلت: "لقد عرضت عليه أن أسحب له قرضًا وأعطيت له أموالي كاملة غير منقوصة وذهبي وما أملك لكى يجرب حظه مرة أخرى في أي مشروع، ونتعاون في معركة الحياة، ولكن كان الرد الذي نجاني الله من جلطة بسببه هو خلاص جرب حظه مرة ولن يفكر مرة أخرى فى العمل".

وقالت: "تواصلت مع حماتي حفظها الله وقلت لها ماحدث فقالت إن حمادة من يومه دلوع ومش بتاع شغل، ومولود في فمه ملعقة من ذهب، وأنتي لديك طفلان يعني من الآخر ده أمر واقع، وعليكي أن تقبلي ذلك، وليس حمادة فقط، فيه كتير زى حمادة، المدام تشتغل وتصرف على البيت عادى هما دول بنات الاصول .".

وأكدت: "زوجي العزيز بقاله سنة في البيت، يأكل ويشرب ويخرج ويتفسح ويصيف وياخد مصروفه مني وكمان يعرف بنات، مش أنا كده بنت ناس واقفة جنب زوجي ويساعده في تخطي الأزمة؟ وللعلم زوجي عليه قوة تهد جبال على رأي الست شادية الله يرحمها.. قول لي ماذا أفعل؟".

وأكملت: "أعمل إيه؟ خايفة حد يعرف واتفضح ويكون شكل زوجي أمام الناس سيء جدًا، وأولادى يدفعون ثمن دلع أم حمادة، وعلى فكرة هو ليس اسمه حمادة خالص، سلام عليكم".

فجأة أغلقت السيدة الهاتف دون أن تسمع مني أي رد، ودون أن أعرف لماذا اتصلت بي أنا، ودون أن أعرف ماذا تنوي أن تفعل، ولكنني علمت أن هناك الكثير من عينة حمادة، فمن يقبل أن يجلس بلا عمل وزوجته تصرف عليه وعلى البيت يكون رجلا فقط في البطاقة، ويلاحقة العار حتى نهاية حياته..

ما رأيكم أنتم؟

اقرأ أيضًا..

ads