راندا الهادي تكتب: (اجرِ يا عَشري)!!
مَن عشري؟! هذا اسم أحد الكلاب المدربة ذات
السمعة والذي فرّ أمام هجومٍ لكلاب الشوارع (موضوع مقالي اليوم).
وباعتباري من أصحاب الـ (زوفوبيا) أو رُهاب
الحيوانات، فشهادتي ليست حياديةً في هذا المقال، غيرَ أن الجميع يتفق معي أن مشكلة
الكلاب الضالة (كلاب الشوارع) خرجت عن كل الحدود المقبولة.
أعتقد أن بداية تضخم تلك المشكلة تواكبَ مع
فرض حظر التجوال بسبب وباء كورونا؛ حيث شعرت الكلابُ الضالة أنها ملكت الكوكبَ
بشوارعه، ولاحظنا جميعًا _ إذا ما اضطرتنا طبيعة عملنا للتجول بالسيارات في وقت
الحظر _ أن الكلاب كانت تتوسط الطرقات الرئيسية في مجموعات كبيرة، وكأنها تعلن
تسيدَها الموقِفَ مع اختفاء البشر.
المفترض _ وفقا لعلماء الحيوان _ أن تجمعاتِ
الكلاب الضالة تتمركز بعيدا عن المناطق السكانية خاصة بالخرائب، وعلى أطراف المدن،
لكن وصولها إلى أحضان المدن واحتلالها كل مئة متر حرفيا، جعل الوضع مأساويا، ولا
يخفى علينا ازديادُ معدلات عَقر الكلاب لأطفال وسيدات وحتى كبار السن، وإذا جربتَ وسألتَ
أى واحد من المحيطين بك الآن عن موقف له مع كلاب الشوارع سيحكي لك قصة مثيرة.
لماذا أتحدث عن الكلاب الضالة؟ لأنها _ وفقا
للمصادر البيطرية _ ينطوي وجودُها بهذا العدد في شوارعنا على مخاطرَ صحية على حياة
الإنسان؛ فهي ناقل رئيسي لأمراض مثل (البروسيلا)، والسل، والعديد من الطفيليات مثل
طفيل الحويصلات الهوائية والمائية، وأخيرا مسبب للإجهاض المتكرر، أضِفْ إلى تلك
القائمة مرض (السعار) الذي يؤدي إلى الوفاة.
إذن هل الحل قتل الكلاب؟!! العشوائية في
التعامل مع مشكلة الكلاب الضالة أشدُّ خطرا من المشكلة ذاتها؛ فوفقا للمصادر
الطبية البيطرية، لا يمكن القضاء على هذه الظاهرة في الوقت الحالي بقتل الكلاب، بل
يجب وجود خطة للتخلص من الكلاب بشكل قانوني وحضاري من خلال حصرهم في مكان مخصص
و(خصيهم) أو تعقيمهم لمنع التكاثر غير المقنن، على أن يتم ذلك بالتعاون مع جمعيات
الرفق بالحيوان ووفقا لمتطلبات المنظمات الدولية المعنية بحماية الحيوان من باب
توفير التمويل اللازم لهذه الخطط.
وحتى يتم ذلك أيها القارئ، خاصة مَن يعاني
منكم من رُهاب الحيوانات مثلي، هناك بعض النصائح التي قدمها دكتور (كرم مصطفى)
إخصائي الطب البيطري للتعامل مع كلاب الشوارع:
ينصح الدكتور كرم بالابتعاد عن الأماكن
المشهورة بوجود الكلاب الشرسة أو الضالة.(وطبعا هذا الطلب صعب؛ فهي موجودة
عند عتبات منازلنا)!!
إذن ماذا بعد؟
- تجنب
الابتسام إلى الكلاب؛ حيث إن ظهور الأسنان دليل على بداية الاستعداد للقتال.
- لا تنظر
مباشرةً في عين الكلب؛ فذلك يُعتبر مزيدًا من الاستفزاز، ويجعل الحيوان أكثر
شراسة.
- لا تُظهِر
الخوف؛ فالكلاب تمتلك حاسة شم قوية قادرة على الشعور بخوفك، لذلك حاول أن تتمالك
أعصابك.
- غالبا ما
يحاول الكلب حماية ممتلكاته؛ لذا لا تتعدى على مكان الكلاب ولا
تحاول اللعب معها.
وإذا فشِلتْ هذه الخطوات يا سيدي، استعدْ
لأنه سيهاجمك لا محالة، وهنا إذا أسعفتك الذاكرة اِفعل التالي:
- لا تجرِ،
لأن الجريَ سيُشعل غريزة المطاردة لدى الكلب، وسيكون الألم أكبر.
- لا تحاول
إعطاء ظهرك للكلب، لأن ذلك يثير شراسته بشكل أكبر.
- اضغط على
طرف لسانك؛ فالألم يُقلل من إفراز هرمون الخوف، وبالتالي يقلل من شراسة الكلب.
- ضع بينك
وبين الكلب أي حائل، مثل شنطة، كتاب، أي شيء تستطيع الوصول إليه.
- حاول
السيطرة على فم الكلب، بأن تضغط من أسفل إلى أعلى، لتجنب العَض.(هذه الخطوة لأصحاب
القلوب الجريئة) .
- أخيرًا في حالة
العَضّ، لا تقاوم، لأن هذا سيَزيد من شراسة وعُمق الجروح التي سيسببها لك
الكلب.
وطبعا إذا لم تكن قد تلقيتَ لقاحات داء
الكلب من قبل، فسوف تتلقى أربعَ حقن على مدار 14 يومًا، أما إذا كنتَ قد تلقيتَ
لقاح داء الكلب، فسوف تتلقى حقنتين خلال أول ثلاثة أيام، الأهم هو التوجه لتلقي
الحقن في أقرب وقت بعد وقوع العَض.
(وقانا الله
وإياكم من شر كل ذي ناب كثير النباح)، وليس لنا - حتى حل المشكلة - إلا أن نقول:
(اِجرِ يا عشري)!!