في ذكرى رحيلها.. مي زيادة من فصاحة الشعر إلى مستشفى الأمراض العقلية
الإثنين 17/أكتوبر/2022 - 08:00 م
علياء نجاح
يوافق اليوم 17 أكتوبر ذكرى وفاة الأديبة "مي زيادة" والتي توفيت عام 1941 وهي كاتبة نالت الحب من معظم أدباء عصرها وكانت نهايتها في مستشفى للأمراض العقلية.
قصة مي زيادة
ولدت الكاتبة مي زيادة واسمها الحقيقي ماري إلياس في 11 فبراير سنة 1886 ببلدة الناصرة بفلسطين، درست الابتدائية في الناصرة بفلسطين، والثانوية في عينطورة بلبنان، وفي عام 1907، انتقلت مع أسرتها للإقامة في القاهرة، ودرست في كلية الآداب وأتقنت تسع لغات منها الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والألمانية وفي القاهرة عملت بتدريس اللغتين الفرنسية والإنجليزية.
ثم بعد ذلك أتقنت اللغة العربية وتجويد التعبير بها، وتابعت دراستها في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة.
صالون مي زيادة
أسست "زيادة "صالون ثقافي بدأ انعقاده سنة 1913 وكان يحضره عمالقة الأدب ورواد السياسة ومشاهير العلماء وأعيان البلد، كمصطفى عبد الرازق، وأحمد لطفي السيد، وطه حسين، ومصطفى صادق الرافعي، وخليل مطران وإسماعيل صبري وعباس محمود العقاد وغيرهم.
وهكذا اجتمع أعلام الدين وأقطاب السياسة ورواد النثر وفرسان الشعر في صالون "مي زيادة "، وهذا تقدير للمرأة العربية التي استطاعت جمع الرجال من حولها يتناقشون فيما بينهم نقاشا حرا في السياسة والأدب والدين والثقافة العالمية.
قصة مي مع الحب
تعلق الكثيرون من الأدباء بمي ومنهم مصطفى صادق الرافعي وأحمد لطفي السيد والعقاد، ووصف العقاد حبه لمي قائلا: "الحب الذي جعلني انتظر الرسالة أو حديث التليفون كما ينتظر العاشق موعد اللقاء".
مي في رسالة للعقاد: "لا تحسب أنني اتهمك بالغيرة من جبران فإنه لم يرني ولعلّه لن يراني ولكن طبيعة الأنثى يلذ لها أن يتغاير فيها الرجال".
مي زيادة وجبران خليل جبران
ورغم كثرة من أحبوها تظل قصة حبها لجبران خليل جبران هي الأروع والأغرب، ربما لأنهما لم يلتقيا أبدا وظل قلبها مأخوذاً به طوال حياتها، ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا منذ 1911 وحتى وفاة جبران في نيويورك عام 1931.
وفاة مي زيادة
بعد وفاة والدها ووالدتها وحبها الوحيد الشاعر جبران خليل جبران انهارت مي وتم نقللها إلى مستشفى للأمراض النفسية ولأنها لم تتزوج ولم يكن لها أقارب في مصر أرسلها أصحابها إلى أهلها في لبنان فأساؤوا إليها وأدخلوها «مستشفى الأمراض العقلية» مدة تسعة أشهر وحجروا عليها فاحتجّت الصحف اللبنانية وبعض الكتاب والصحفيون، فنقلت إلى مستشفى خاص في بيروت ثم خرجت إلى بيت مستأجر حتى عادت لها عافيتها ثم عادت مرة أخرى إلى مصر.
لم تتحمل مي العيش في مصر بعد فقد الأحباب فسافرت إلى إنجلترا لتغيير المكان ومنها إلى روما ولكن الحياة هناك لم تروق لها فعادت مرة أخرى إلى مصر مستسلمة لأحزانها حيث توفيت بمستشفى المعادي بالقاهرة في 17 أكتوبر عام 1941 عن عمر 55 عاماً.
اقرأ أيضًا..