«وسادة عليها صورتهما».. رسالة أم قاتلة إلى ابنيها من داخل السجن
الجمعة 14/أكتوبر/2022 - 10:49 م
هويدا علي
عبير، تلك المرأة السجينة، التي وجهت رسالة إلى ابنيها اللذين تركتهما طفلين وصارا شابين من دون أن تعرف كيف أصبحت ملامحهما، إلا من خلال صور تحتفظ بها، وترسم من خلالها صوراً افتراضية.
امرأة أربعينية تقبع داخل عنبر جرائم النفس أو القتل، كما يعرفه الكثيرون منذ 11 عاماً، بعدما اتُّهمت بالتورط مع تشكيل عصابي في سرقة جارتها وقتلها، تلك الجريمة التي دفعها زوجها للتورط فيها، بعدما اتخذ قراره بمنعها من السفر، فاستعانت بشركائها في الجريمة من أجل سرقة الأوراق التي تمكّنها من السفر من داخل شقتها، لتتنبه جارتها إلى اللصوص وتحاول مطاردتهم، فيكتمون أنفاسها وتلقى حتفها.
كانت عبير سيدة تنتمي الى أسرة ميسورة الحال، سافرت مع زوجها وطفليها إلى إحدى الدول الأوروبية، وعملت مدرّسة في إحدى الجامعات هناك، وكانت تعيش في قمة السعادة حتى عادت إلى مصر في إحدى الإجازات، ودبّت الخلافات بينها وبين زوجها الذي قرر على إثرها منعها من السفر.
كان قرار الزوج نابعاً من عناد، جعله لا يفكر إلا في فرض كلامه على عبير، التي أبت أن تضيع فرصة العمل التي وجدت فيها أماناً لمستقبل حياتها، وبعد فشل كل محاولاتها لإقناعه، لم تجد أمامها سوى سرقة أوراقها وأوراق صغيريها لتسافر بها من دون علمه، وبعدما خططت لذلك وجدت نفسها بفعل القدر متورطة في قضية قتل.
حكم بالسجن المؤبد قضت به المحكمة على عبير، لتنقطع علاقتها بصغيريها اللذين كان عمر أكبرهما تسع سنوات، وصار عمره الآن 20 عاماً، من دون أن تعرف أي شيء عنهما سوى أن والدهما سافر بهما الى الخارج هرباً من الفضيحة التي جلبتها عبير للجميع، حتى والدتها التي رفضت زيارتها أو توكيل محامٍ للدفاع عنها منذ وقوع الجريمة.
تصمت عبير قبل أن تتذكر أول أيامها في السجن، حيث لم تجد غير دموعها لتخفف بها الكارثة التي أوقعت نفسها فيها، وبدأت في الصلاة طالبة الرحمة من الله ليخفف عنها معاناتها، وبدلاً من أن تضيع سنوات عمرها هباء خلف القضبان، استطاعت الحصول على درجة الماجستير وتعليم المئات من السجينات القراءة والكتابة، إلى جانب إتقانها صناعة المشغولات اليدوية، لتصنع وسادة تحمل صورة لصغيرين ودّعتهما بلا أمل في اللقاء.
اقرأ أيضًا..